أبي هارون عن حمدان بن علي عن عبدوس (١) هذا. وهي مسائل لم تقع إلى غيره من أصحاب أبي عبد الله ، كل شيء وقع إليّ منها بعلو ونزول ليس إلا عنده.
روى عنه ولده حكاية ، وكان من المعمرين.
أنبأنا أبو الفرج ابن الجوزي قال : أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي إملاء قال : وجدت في كتاب والدي : حدثني أبو عبد الله محمد بن عمرو الكاتب ، قال أبو عبد الله : وعاش عبدون زيادة على مائة سنة وابنه شيخا كبيرا يحمل على ظهر غلام إلى ديوان بادوريا وكان كاتبا حاذقا في أول خلافة المعتضد ، قال : اجتزت (٢) ـ وأنا غلام حدث ـ بباب الرصافة فإذا رجل شاب حسن الوجه ، عليه قميص دبيقي ورداء يثرب ونعل حذو ، جالس في دكان صيرفي ، فمر به رجل (٣) تحته برذون كميت ، سرجه (٤) بغرى (٥) وعنانه نسع ، فوثب إليه ذلك الفتى فقال له : يا حكيم هذا الإقليم! أفرغ في هذا الآذان ما يفرح به هذه القلوب : ولم يدر ما بي ، فاندفع يوقع على قربوس سرجه ويقول :
أحمد قال لي ولم يدر ما بي |
|
أتحب الغداة عتبة حقا |
فتنفست ثم قلت نعم ح |
|
بّا جرى في العروق عرقا فعرقا |
لم تجسين يا عتيبة قلبي |
|
لوجدت الفؤاد قرحا تفقأ |
قد (٦) لعمري مل الطبيب ومل الأ |
|
هل مني أداوي وأرقى (٧) |
__________________
(١) في النسخ : «ابن عبدوس».
(٢) في الأصل ، (ب) : «اخترت».
(٣) في (ج) زيادة : «صيرفي».
(٤) في النسخ : «سرح».
(٥) هكذا في النسخ ، وفي (ج) : «يغلى».
(٦) في (ب) : «قل لعمري».
(٧) في النسخ : «أداوى فارقى».