إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري قال : أنبأنا عبد الوهاب بن عبد الرحمن البغدادي ، أنبأنا ابن فراس بمكة ، حدثنا محمد بن إبراهيم الدبيلي ، حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ، حدثنا إبراهيم بن عيينة ، حدثنا إسماعيل بن نافع المدني عن ثعلبة بن صالح عن سليمان ابن موسى عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا معاذ! اذهب فأرحل راحلتك» (١) ـ وذكر الحديث بتمامه.
من أهل باب الأزج. قرأ الفقه على والده حتى برع (٣) فيه ، ودرس بمدرسة والده وهو حيّ نيابة عنه في مستهل سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة ، وقد نيف على العشرين من عمره ، ثم بعد وفاته مشتغل بالتدريس ، ولم يكن في أولاد أبيه أميز منه ، وكان فقيها فاضلا ، حسن الكلام في مسائل الخلاف ، له لسان فصيح في الوعظ ، وإيراد مليح مع عذوبة ألفاظ وحدة خاطر ، وكان ظريفا مليح النادرة ، ذا مزاح ودعابة وكياسة (٤) ، وكانت له مروءة وسخاوة ، وجعله الإمام الناصر لدين الله على المظالم ، فكان يوصل إليه حوائج الناس. أسمعه والده في صباه الحديث من أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد [بن] (٥) عبد الواحد القزاز وأبي الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم الصائغ وأبي الفضل محمد بن عمر الأرموي وغيرهم ، سمع منه أصحابنا ، ورأيته غير مرة ، ولم يتفق لي أن أسمع منه شيئا.
أخبرني عبد الرحمن بن عمر (٦) الواعظ قال : أنبأنا عبد الوهاب بن عبد القادر الجيلي قال : أنبأنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن البناء ، أنبأنا أبو الحسين محمد ابن أحمد بن النّرسيّ ، أنبأنا علي بن عمر الحربي قال : قرئ على حامد بن محمد بن
__________________
(١) الحديث سبق تخريجه.
(٢) انظر : شذرات الذهب ٤ / ٣١٤. ومرآة الزمان ٨ / ٤٥٤.
(٣) في الأصل : «حتى نزع».
(٤) في (ب) ، (ج) : «وكناسة».
(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(٦) «بن عمر» ساقطة من (ج).