قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال : مات أبو عبد الله عبد الملك بن علي بن الخليل في المحرم سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.
ذكر أبو طاهر أحمد بن الحسن الكرخي في تاريخه ـ ونقلته من خطه ـ أنه مات في يوم الجمعة لعشر بقين من شهر رمضان سنة سبعين وأربعمائة ، ودفن من يومه بباب حرب(١).
من أهل حران ، كان كاتبا متقدما ، قلده المنصور كتابته ودواوينه ، وكانت له عنده منزلة رفيعة ، ولما بنى مدينة السلام قسمها أرباعا ، فجعل الربع منها إلى عبد الملك بن حميد الكاتب ، ولعبد الملك قطيعة وربض يعرف به في الجانب الغربي ، ولم يزل على حاله (٣) إلى أن لحقته علة من نقرس لحقه (٤) فلزم منزله.
يحكى أن أبا دلامة لما أنشد المنصور أبياته التي يقول فيها :
هبّت تعاتبني من بعد رقدتها |
|
أم الدلامة لما هاجها الجزع (٥) |
قالت تبغ لنا نخلا ومزدرعا |
|
كما لجيرتنا نخل ومزدرع |
خادع خليفتنا عنها بمسألة |
|
إن الخليفة للسؤال ينخدع |
__________________
(١) وقع في كل النسخ : «بباب خرب».
(٢) انظر : معجم البلدان ٢ / ٢٣٢.
(٣) في (ب) : «على نكاله» تحريف.
(٤) في (ب) : «من نقرس لحقة».
(٥) في الأصول : «لما جاءها» والتصحيح من كتاب الوزراء ، ص ٩٦. والبيت في الأغانى (١٠ / ٢٣٧) مختلف عنه. انظر الأبيات في الأغانى ١٠ / ٢٣٧ ، ٢٣٨