قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال : مات عبد الوهاب ابن عبد الله الكردلي في آخر ذي الحجة لثلاث ليال بقين من سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.
كان والده وزيرا للمقتدر وقد تقدم ذكره (١) ، واستناب ابنه عبد الوهاب هذا في العرض على الخليفة والحضور في مكانه لما مرض في مستهل جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
من أهل باب الأزج ، كان يسكن برباط الكاتبة برحبة الجامع. سمع أبا محمد محمد ابن أحمد بن عبد الكريم بن المادح وأبا المعالي عمر بن علي بن نصر الصّيرفيّ وغيرهما ، كتبت عنه ، وكان شيخا صالحا ، حسن الأخلاق ، محبا للرواية ، حسن الاستماع ، أضر في آخر عمره.
أخبرنا عبد الوهاب بن عبد الله الصوفي بقراءتي عليه قال : أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الكريم ، أنبأنا محمد بن محمد بن علي الهاشمي ، أنبأنا محمد بن عمر الوراق ، حدثنا أبو محمد بن صاعد ، حدثنا عبدة بن عبد الله الصّفّار ، حدثنا يحيى بن آدم ، حدثنا إسرائيل عن منصور قال : وحدثنا إسرائيل عن الأعمش ومنصور وحدثنا محمد بن عثمان بن كرامة وزهير بن محمد ـ واللفظ لابن كرامة ـ قالا : حدثنا محمد ابن عبيد الله بن موسى ، حدثنا إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن قيس عن عبد الله بن مسعود قال : كنا مع النبي صلىاللهعليهوسلم في غزاة أو في غار ـ وقال يحيى بن آدم : في غار ـ فأنزلت عليه (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً) فإنا لنتلقاها من فيه إذ خرجت علينا حية فابتدرناها فسبقتنا فدخلت جحرها ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «وقيت شركم ووقيتم شرها» (٢).
__________________
(١) في الأصل : «وتقدم ذكر».
(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ١٧ ، ٤ / ١٥٧ ، ٦ / ٢٠٤ ، ٢٠٥. ومسند أحمد ـ