من أهل أصبهان. قدم بغداد عميدا على العراق من قبل السلطان ألب أرسلان في يوم السبت الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة إحدى وستين وأربعمائة ، واستقبله قاضي القضاة والأعيان. وكان والده قد روى الحديث عن أبي جعفر الأبهري وأبي عبد الله بن مندة وأبي عمر بن عبد الوهاب. ومات أبو نصر هذا قبل أبيه. ذكر محمد بن هلال بن الصابئ أنه مات بالبصرة في يوم الجمعة السادس من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ، وذكر أنه أمر أن يتصدق عنه بألفي دينار. ولقد كان شخصا نفيسا ، وجليلا رئيسا ، وبارعا فاضلا ، [و] جامعا للمحاسن كاملا.
من أهل شارع دار الرقيق. حدث باليسير عن أبي طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري ، سمع منه عبد الله (١) بن محمد بن أحمد البرداني في شعبان سنة خمسمائة.
من أهل باب البصرة ، وهو أخو عبد العزيز الذي تقدم ذكره ، وكان الأصغر. سمع أبا البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي وغيره ، كتبت عنه ، وكان لا بأس به.
أخبرني عبد الواحد بن معالي البقال قال : أنبأنا إبراهيم بن البدر الكرخي قراءة عليه وأنا أسمع في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة قال : أنبأنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي ، أنبأنا عبد الله بن عدي الجرجاني ، أنبأنا علي بن سعيد بن بشير ، حدثنا سهل بن زنجلة وابن حميد قالا : حدثنا الصباح بن محارب عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من كذب عليّ متعمدا ليضل به فليتبوأ مقعده من النار» (٢) ـ تفرد به الصباح بن محارب.
توفي عبد الواحد بن منينا في ليلة الجمعة الثاني عشر من صفر من سنة إحدى وستمائة ودفن من الغد.
__________________
(١) في النسخ : «عبد الله بن عبد الله».
(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٣٨. وفتح الباري ١ / ٢٠٠.