عليه أنه كلام الله غير مخلوق ، من القرآن ومن حديث رسول الله ولغة العرب ، إلى أن أدحضت حجته واستظهرت عليه وانصرفت إلى منزلي ، وقد ذهب من الليل نحو الثلث فنمت ، فإذا أنا بقائل يقول لي : لم لم تحتج بأول القصص؟ قال : فقلت : وأيش في أول القصص؟ قال : قال الله تبارك وتعالى : (طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِ) والتلاوة لا تكون خلقا ولا تكون إلا بالكلام ، قال أبو الطيب عبد المنعم : قلت له حدثني بهذه الرؤيا (١) : هذا وحي من الله عزوجل. وكان حمزة بن عبد الله قد لقي ابن خالويه غير أنه لم يسمع الرؤيا منه.
قرأت في كتاب أبي بكر محمد بن علي بن عبد الملك بن شبانة الدينوري نزيل بغداد بخطه قال : سمعت الشريف عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب الكوفي الهاشمي بمدينة السلام في نهر المعلى في يوم الاثنين التاسع من ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة يقول : أعجب ما رأيت ببيت الله الحرام فرسا كان لرجل علوي حسنى ، فكان في كل يوم جمعة لا ينضبط بأخيته حتى يجيء ويطوف بالبيت سبعا ويسعى بين الصفا والمروة سبعا ، فقلت له : أنت رأيته أو حدثت؟ قال : أنا رأيته في حياة الأمير أبي الفتوح.
كان يسكن قريبا من باب النوبي. سمع أبا أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن الفرضي وأبا الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفّار وغيرهما ، روى عنه أبو القاسم بن السمرقندي.
أخبرنا الشريف عبد المولى بن أبي تمام الهاشمي بقراءتي عليه قال : حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي إملاء ، حدثنا عبد الوهاب بن علي بن السّكّري ، أنبأنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار ، أنبأنا الحسين بن يحيى بن عياش
__________________
(١) في (ج) : «الرواية».