البطائحي وعلى جماعة غيرهم. وتفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل ، وقرأ الخلاف وسمع الحديث الكثير ، وكتب بخطه وحصل الأصول. وكان حسن المعرفة بالقراءات ، مجودا مليح التلاوة ، حسن الأداء ، طيب النغمة ، ضابطا ، له معرفة بالوعظ ، ويتكلم في تعازي الأكابر ، ويحسن الكلام في مسائل الخلاف ، وكان يصلي إماما بالمسجد الجديد بسوق الخبازين عند عقد الحديد. سمع أبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبا زرعة طاهر بن محمد المقدسي وأبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال وجماعة كثيرة من هذه الطبقة وممن بعدهم ، وسمع معنا من شيوخنا (١) كثيرا ، وكان صدوقا ، حسن الطريقة ، متدينا فقيرا (٢) صبورا.
أخبرنا عبد الوهاب بن بزغش المقرئ بقراءتي عليه قال : أنبأنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي ، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري ، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي ، حدثنا أبو الجهم ، حدثنا الليث بن سعد (٣) عن نافع عن عبد الله عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال (٤) : «لا يقيمن أحدكم الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه» (٥).
سألت عبد الوهاب المقرئ عن مولده فقال : تقديرا سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
وتوفي ليلة الخميس لخمس خلون من ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وستمائة ، ودفن من الغد بباب حرب. وكان قد زمن وانقطع في بيته مدة.
صاحب أبي الخطاب الكلواذاني. كان أحد الشهود المعدلين ببغداد ، شهد عند
__________________
(١) في (ج) : «من شيوخه».
(٢) في الأصل ، (ج) : «فترا».
(٣) في (ب) : «بن سعيد».
(٤) «أنه قال» ساقطة من (ب).
(٥) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ١٢٤. وصحيح مسلم ، كتاب السلام باب ١١. والأدب المفرد ١١٤٠.
(٦) انظر : شذرات الذهب ٤ / ٤٧. والمنتظم ٩ / ٢٢٩.