صاحب الدولة ، والد أبي عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد اللغوي ، روى عن أبي عبد الله محمد بن زياد الأعرابي ، روى ولده عن العطافي عنه في كتاب اليواقيت من إملائه.
من أهل مصر ، قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته ، وكان يسكن بالمدرسة النظامية ، ومدح الإمام الناصر لدين الله وكبراء دولته ، وأثبت في شعر الديوان ، فكان ينشد في الهناءات والتعازي ، وكان أديبا فاضلا ، جيد النظم ، مليح القول ، رشيق المعاني ، حسن الأخلاق ، متوددا ، كتبنا عنه من شعره ، وسمعته كثيرا ينشد في مجلس الوزراء.
أنشدنا أبو محمد عبد الواحد بن أبي سالم المصري لنفسه يمدح الإمام الناصر لدين الله صلوات الله عليه :
جهول بسر الحب من ليس يعشق |
|
ويعزى به من مات في اللوم يفرق |
وكيف باثراء الكرى لمتيم |
|
وأجفانه من دمعه الدهر تنفق |
سقى الله عهد العامرية إنه |
|
يقضي حميدا للصبا فيه رونق |
ليالي رياها سماك (١) معتق |
|
ورشف ثناياها شمول معتق |
وإذ لمحياها محاسن روضة |
|
فألحاظنا تسري إليها وتسرق |
تقي الله في قلبي إليك عليلة |
|
ومهجة نفس في هواك تخرق |
يبيت لأهوائي إليك تشوق (٢) |
|
ويضحي لأشجاني إليك تسرق |
وما ملك الواشون مني غرة |
|
وإن يمنوا فيك المقال ونمقوا |
__________________
(١) في الأصل ، (ب) : «رباها سمال»
(٢) في الأصل ، (ب) : «إليك شوق»