قال تعالى : (فَادْعُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) (١) ، وقال سبحانه : (وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّـهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) (٢).
وقال عز شأنه : (وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) (٣) ، وقال تعالى : (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (٤).
إنّ الله يأمرنا بالتوجّه الخالص إليه مباشرة ، ولتكن قلوبنا ونفوسنا متعلّقةً به ، طالبة الاستعانة منه وحده لا بالأسباب الظاهرية. ونحن لا نريد أن نلغي أثر الأسباب ، فقد أبى الله أن يُجريَ الأمور إلّا بأسبابها ، ولكن نقول : إنّ سببيّة الأسباب ليس لها استقلاليّة عن الله ، ولا تأثير لها من دون الإذن الإلهيّ ونفوذ الإرادة الإلهيّة ، فلو أراد الإنسان أن يرزقه الله الذرّية ، فعليه أن يقوم بالاقتران بامرأة ، ثمّ تتحكّم الأسباب والسنن في إيجاد الطفل ، ولكن كلّ ذلك يجري بأمر الله ومشيئته تبارك وتعالى.
وقد تكون الأسباب نفسها أسباباً لغيرها ، وقد يكون ذلك الغير سبباً لغيره ، وهكذا تقع الأسباب في تسلسل طُوليّ وفق الخطّ الذي رسمه مسبّب الأسباب وهو الله سبحانه وتعالى.
عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : قال النبيّ صلى الله عليه وآله : أوحى الله إلى بعض أنبيائه في بعض وحيه : وعزّتي وجلالي ، لَأقْطَعَنَّ أمل كلِّ مؤمِّلٍ غيري بالإياس ، ولَأكسوَنّه ثوب المذلّة في الناس ، ولَأُبعدنّه من فَرَجي وفضلي. أيأمل عبدي في الشدائد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ غافر : ١٤.
٢ ـ الأعراف : ٥٦.
٣ ـ الأنبياء : ٩٠.
٤ ـ الأعراف : ٥٥.