غيري والشدائد بيدي؟! ويرجو سوائي وأنا الغنيّ الجواد ، بيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلقة ، وبابي مفتوح لمن دعاني؟! (١).
وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قيل له : إنّ قوماً من مواليك يُلمّون بالمعاصي ويقولون : نرجو ، فقال عليه السلام : كَذِبوا ، ليسوا لنا بموالي ، أولئك قوم ترجّحت بهم الأمانيّ ، من رجا شيئاً عمل له ، ومن خاف مِن شيءٍ هرب منه (٢).
وقال عليه السلام : لا يكون المؤمن مؤمناً حتّى يكون خائفاً راجياً ، ولا يكون خائفاً راجياً حتّى يكون عاملاً لما يخاف ويرجو (٣).
ودخل عليه السلام يوماً على رجل وهو في النزع ، فسأله : كيف تجدك؟ قال : أخاف ذنوبي ، وأرجو رحمة ربّي ، فقال عليه السلام : ما اجتمعا في قلب عبد في هذا الموطن إلّا أعطاه الله ما رجا ، وآمنه ممّا يخاف (٤).
وقال الإمام الباقر عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : قال تبارك وتعالى : لا يَتّكلِ العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي ، فإنّهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم أعمارهم في عبادتي ، كانوا مقصّرين غيرَ بالغين في عبادتهم كُنْهَ عبادتي ، فيما يطلبون عندي من كرامتي ، والنعيم في جناتي ورفيع الدرجات العلى في جواري ، ولكن برحمتي فَلْيَثقوا ، وفضلي فَلْيَرجوا ، وإلى حسن الظنّ بي فَلْيطمئنّوا ، فإنّ رحمتي عند ذلك تُدركهم ، ومنّي يبلغهم رضواني ، ومغفرتي تُلبِسُهم عفوي ؛ فإنّي أنا الله الرحمن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الأمالي للطوسي : ٥١٤.
٢ ـ الكافي ٢ : ٦٨ ـ ٦٩ / ح ٦ ـ باب الخوف والرجاء.
٣ ـ نفسه ٢ : ٧١ / ح ١١.
٤ ـ شرح نهج البلاغة ١٠ : ١٥٥.