الرحيم ، وبذلك سُمّيت (١).
وعن النبيّ صلى الله عليه وآله ورد قوله : قال الله سبحانه : ما من عبدٍ مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إلّا قطعتُ أسباب السماوات وأسباب الأرض من دونه ، فإن سأَلَني لم أُعطِه ، وإن دعاني لم أَجِبْه. وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي إلّا ضمنت السماوات والأرض رزقه ، فإن دعاني أجبته ، وإن سألني أعطيته ، وإن استغفرني غفرت له (٢).
ولكنّ ديدن الإنسان أن يتوجّه إلى الله عند الشدّة ونزول الضرّ ، وعند الوقوع في الخطر. وحين يطارده شبح الهلع والخوف ينزل عن مطيّة الهوى ومركب الطغيان ، فعندها يتوجّه ويُقْبل على ربّه بكلّ وجوده ومشاعره ، ولكنّه بعد كشف ضرّه وبلائه يعود إلى عالمه الأوّل : عالم الغفلة والشهوة والتعلّق بالأسباب الوهميّة ، والغرور والاستغناء!
والتوجّه إلى الله بقلب ملؤه الخوف والرجاء من الأبواب والمنافذ المطلّة على ساحة القدس التي منها تطلع شموس الهداية الإلهيّة ، وتنزل شآبيب الرحمة والإجابة.
إنّ الرجاء هو حالة متوسّطة بين السكون والاطمئنان من جانب ، وبين الخوف والاضطراب من جانب آخر ، فالداعي يرجو الخير ممّن بيده الخير كلّه ، ويرجو دفع الضرّ وصرف البليّة ممّن بيده القدرة على إنزال ذلك ، فهذه الحالة النفسيّة باب من موجبات وشرائط استجابة الدعاء.
ويشهد لذلك ما ورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله قوله : والذي لا إلهَ إلّا هو ، ما أُعطي مؤمن قطُّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الكافي ٢ : ٧١ / ح ١ ـ باب حسن الظنّ بالله عزّ وجلّ.
٢ ـ الأمالي للطوسي : ٥٨٥.