يحتسب ، ومن انقطع إلى الدنيا وكَلَه إليها (١).
وعنه صلى الله عليه وآله : مَن سرّه أن يكون أغنى الناس ، فَلْيكن بما في يد الله أوثقَ منه مِمّا في يَدَيه (٢).
وقال الإمام عليّ عليه السلام : أيّها الناس ، لا يشغلكم المضمون من الرزق عن المفروض عليكم من العمل ، والمتوكّل لا يَسْأَل ولا يَرُدّ ، ولا يمسك شيئاً خوف الفقر ، وينبغي لمن أراد سلوك طريق التوكّل أن يجعل نفسه بين يدي الله تعالى فيما يجري عليه من الأمور كالميّت بين يدي الغاسل يقلّبه كيف يشاء (٣).
وعنه عليه السلام أيضاً أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله سأل ربّه سبحانه ليلة المعراج ، فقال : يا ربّ ، أيُّ الأعمال أفضل؟ فقال الله عزّ وجلّ : ليس شيءٌ عندي أفضل من التوكّل علَيَّ والرضى بما قسمت (٤).
وقال الإمام الصادق عليه السلام : أوحى الله عزّ وجلّ إلى داود عليه السلام : ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من خَلْقي ، عَرَفتُ ذلك من نيّته ، ثمّ تكيده السماوات والأرض ومَن فيهنّ إلّا جعلتُ له المخرج مِن بينهنّ. وما اعتصم أحد من عبادي بأحد من خلقي ، عَرَفتُ ذلك من نيّته ، إلّا قطعت أسباب السماوات والأرض من يديه ، وأسَخْتُ الأرض من تحته ، ولم أُبالِ بأيّ وادٍ هلك (٥).
وعن الإمام الصادق عليه السلام أيضاً أنّه قرأ في بعض الكتب أنّ الله تبارك وتعالى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ روضة الواعظين : ٤٢٦.
٢ ـ روضة الواعظين : ٤٢٦ ، جامع السعادات ٣ : ٢١٩ ـ ٢٢٠.
٣ ـ من قوله : أن يجعل إلى آخره مذكور في تفسير الثعلبيّ ٣ : ١٩٣ وشرح نهج البلاغة ٢ : ٢٠٠ عن سهل بن عبد الله.
٤ ـ بحار الأنوار ٧٤ : ٢١ / ح ٦ ـ عن : إرشاد القلوب ١ : ١٩٩ ـ الباب ٥٤.
٥ ـ الكافي ٢ : ٦٣ ح ١ ـ باب التفويض إلى الله والتوكّل عليه.