وقد أمرَنا الله سبحانه بحبّ رسوله الأعظم صلى الله عليه وآله ، وذلك الحبّ قوامه الولاية التي قوامها الاتّباع ، قال سبحانه وتعالى : (قل إن كنتم تحبّون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) (١).
ونعم ما قال الشاعر :
تَعصي الإلهَ وأنتَ تُظهر حُبَّهُ |
|
هذا لَعَمْري في القضاءِ شَنيع! |
لو كانَ حبُّك صادقاً لَأطَعتهُ |
|
إنّ المُحبَّ لِمَن يُحبُّ مُطيعُ (٢) |
وهذا الحبّ للنبيّ صلى الله عليه وآله هو امتدادي يقع في طول حبّنا لله سبحانه وتعالى ، وكذلك أمرنا بحبّ عليّ أمير المؤمنين والصفوة المنتجبين من آله المعصومين عليهم السلام ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنّ حبّ عليّ قُذِف في قلوب المؤمنين ، فلا يحبّه إلّا مؤمن ، ولا يُبغضه إلّا منافق (٣).
وعنه صلى الله عليه وآله : مَن مات على حبّ آل محمّد مات شهيداً ، ومن مات على حبّ آل محمّد مات مغفوراً له ، ومن مات على حبّ آل محمّد مات تائباً ، ومن مات على حبّ آل محمّد مات مؤمناً ، ومن مات على حبّ آل محمّد بشّره ملك الموت بالجنّة ثمّ منكرٌ ونكير ، ومن مات على حبّ آل محمّد يُزَفٌّ إلى الجنّة كما تُزفّ العروس إلى بيت زوجها ، ومن مات على حبّ آل محمّد فُتح له في قبره بابان إلى الجنّة ، ومن مات على حبّ آل محمّد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة.
ومن مات على بُغض آل محمّد صلى الله عليه وآله جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه : آيسٌ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ آل عمران : ٣١.
٢ ـ حكى الصدوق في الأمالي : ٣٩٦ / ح ٣ ـ المجلس ٧٤ أنّ الإمام الصادق عليه السلام تمثّل به على هذا النحو : هذا محالٌ في الفِعالِ بديعُ ، وحكاه الثعلبيّ في تفسيره ٣ : ٥١ عن عبد الله بن المبارك.
٣ ـ مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ١٥٤ ، بحار الأنوار ٤٣ : ٢٨١ / ح ٤٨.