فَرِحنا وسُررنا ، وإذا أدبرت عنّا بكينا وحَزِنّا.
قال عليه السلام : كيف كانت عبادتكم للطاغوت؟ قال : الطاعة لأهل المعاصي. قال عليه السلام : كيف كان عاقبة أمركم؟ قال : بتنا ليلة في عافية ، وأصبحنا في الهاوية!
فقال عليه السلام : وما الهاوية؟ قال : سِجِّين. قال عليه السلام : وما سجّين؟ قال : جبال من جمر تُوقَد علينا إلى يوم القيامة.
قال عليه السلام : فما قلتم ، وما قيل لكم؟ قال : قلنا ردّونا إلى الدنيا فنزهد فيها. قيل لنا : كذبتم.
قال عليه السلام : ويحك ، كيف لم يكلّمني غيرك من بينهم؟ قال : يا روح الله ، إنّهم مُلجَمون بلجام من نار بأيدي ملائكةٍ غِلاظِ شِداد ، وإنّي كنت فيهم ولم أكن منهم ، فلمّا نزل العذاب عَمَّني معهم ، فأنا معلّق بشعرة على شفير جهنّم ، لا أدري أُكبكَبُ فيها أم أنجو منها؟
فالتفت عيسى عليه السلام إلى الحواريّين فقال : يا أولياء الله ، أكلُ الخبز اليابس بالملح الجريش ، والنوم على المزابل ، خيرٌ كثيرٌ مع عافية الدنيا والآخرة (١).
لقد كان سبب نزول عذاب الاستئصال بهم أمور سلبية ، هي :
١ ـ عبادة الطاغوت. ٢ ـ حبّ الدنيا. ٣ ـ خوف قليل. ٤ ـ أمل بعيد. ٥ ـ غفلة في لهو ولعب.
ومن دوافع حبّ المال والإفراط في جمعه هو شبح الخوف من الفقر الذي يطارد أصحاب النفوس الانهزاميّة المنسلخة عن الإيمان ، العارية عن لباس اليقين وحسن الظنّ بالله ، أحدهم يكدح ليل نهار في ضمّ الدرهم إلى الدرهم ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الكافي ٢ : ٣١٨ ـ ٣١٩ / ح ١١ ، والرواية عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام.