ب ـ إجابة نازلة بالخير.
وهذا القانون لا يتخلّف أبداً لمكان الشرط وجزائه كما في الآية الشريفة : قال تعالى : (وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم) (١) ، نعم قد يكون المانع في نفس السائل ، وقد تكون الإجابة غير ملائمة للمصالح والحِكَم ، لكنّ الله يبدلها خيراً ممّا طلب السائل ، فقد يجعلها مغفرة ورفعة شأن ، ولربّما يؤخّرها لعلمه بعاقبة الأمور ، أو يجعلها حاجة مستجابة في عالم القيامة ، وعندما يكون الداعي أحوجَ إليها.
قال النبيّ صلى الله عليه وآله : ما مِن عبدٍ سَلَك وادياً فيبسط كفَّيه فيذكر الله ويدعو ، إلّا ملأ الله ذلك الوادي حسنات ، فليعظم ذلك الوادي أو ليصغر (٢).
٣. منزل السعي والعمل : قال تعالى : (من عمل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلنحييّنه حياةً طيّبة) (٣) ، وعن الإمام عليّ عليه السلام قال : لا تكن ممّن يرجو الآخرة بغير العمل (٤) وعن الإمام الصادق عليه السلام : يا فلان ، أبلغ شيعتنا أنّه لا يُنال ما عند الله إلّا بالعمل (٥).
وننتقل من الحديث عن الرحمة في الدنيا إلى موضوع الرحمة الإلهية في الآخرة ، ففي «الدرّ المنثور» : رُوي أنّ أعرابيّاً جاء فأناخ راحلته ، ثمّ عقلها ، ثمّ صلّى خلف رسول الله صلى الله عليه وآله ، ثمّ نادى : اَللّهمّ ارحَمْني ومحمّداً ولا تُشرِك في رحمتنا أحداً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لقد حظرت رحمة واسعة ، إنّ الله خلق مائة رحمة ، فأنزل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ غافر : ٦٠.
٢ ـ ثواب الأعمال : ١٥٢.
٣ ـ النحل : ٩٧.
٤ ـ نهج البلاغة : الحكمة ١٥٠.
٥ ـ الأمالي للطوسيّ : ٣٧٠ / ح ٧٩٦.