وقد أكّد الإسلام على مبدأ المحاسبة ، «محاسبة النفس» ، فقد ورد في الحديث النبويّ الشريف : حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا ، وزِنوها قبل أن توزنوا (١) ، وعن أمير المؤمنين عليه السلام : وإنّ اليومَ عمل ولا حساب ، وغداً حساب ولا عمل (٢).
وعن الإمام الكاظم عليه السلام قوله : ليس منّا من لم يحاسب نفسه في كلّ يوم ، فإن عَمِلَ حَسَناً استزاد الله ، وإن عمل سيّئاً استغفر الله منه وتاب إليه (٣).
وقد أمر الإسلام أتباعه بمواصلة عمليّة الارتقاء في سلّم الكمال بلا توقّف ولا انقطاع.
عن الإمام الصادق عليه السلام جاء قوله : مَن استوى يوماه فهو مغبون ، ومن كان آخِرُ يومَيه خيرَهما فهو مغبوط ، ومن كان آخِرُ يومَيه شرَّهما فهو ملعون ، ومَن لم يَرَ الزيادةَ في نفسه فهو إلى النقصان ، ومَن كان إلى النقصان فالموتُ خيرٌ له من الحياة (٤).
إنّ لمرتكب المعصية أحكاماً ، منها : دنيويّة ، كالقتل والجَلد والتعزير ، وقطع الد والسجن ، أو الكفّارات والدِّيات مثلاً ، ولها عقوبات أخرويّة قد تصل إلى دخول النار أو الخلود فيها ، وقد يكون لها عقوبات في عالم البرزخ كذلك.
ولكن لهذه المعاصي آثار وضعيّة قد تنعكس على الفرد أو على ذرّيته ، أو على مفاصل الكون والحياة كالأمطار أو الجدب ، أو الفقر أو الكوارث الطبيعيّة والنقص في الثمرات وغيرها ، وقد تكون الآثار الوضعيّة إيجابيّة ، وذلك عندما يتوجّه الإنسان الفرد والمجتمع إلى الله تعالى ، وقد تكون سلبيّة نتيجة الانحراف والغفلة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ وسائل الشيعة ١٦ : ٩٩ / ح ٢١٠٨٢ ـ عن : محاسبة النفس للسيّد ابن طاووس : ١٣.
٢ ـ نهج البلاغة : الخطبة ٤٢.
٣ ـ الكافي ٢ : ٤٥٣ / ح ٢.
٤ ـ معاني الأخبار : ٣٤٢ / ح ٣.