الذنب ، وإذا عرض لهم اللمم فإنّهم يجأرون إلى بارئهم بالتوبة والاستغفار ، وقد وعد الله أُولئك بالجنّة في جواره حيث قال سبحانه : (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي) (١).
ـ النفس اللوّامة : وهؤلاء يتوبون من الذنوب والمعاصي ، كبيرِها وصغيرها ، ولكن تغلبهم شهواتهم وأهواؤهم فيقعون في المعصية ، ثمّ سرعان ما يندمون ويأسفون ويعودون إلى صراط الله القويم ، وقد غلب خيرهم على شرّهم. وقد وعدهم الله سبحانه بالوعد الحسن : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ) (٢).
ـ النفس المسوِّلة : وهؤلاء يحتدم عندهم صراع قوى الخير وقوى الشرّ ، فيقعون في المعاصي كثيراً ، ثم يتوبون من بعضها ، أو يسوّفون التتوبة ، فإنّ توبة هؤلاء متزلزلة ، مضطربة ، متأرجحة بين الصدق والأماني الكاذبة ، وهؤلاء ممّن وصفهم الله تعالى حيث قال : (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّـهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (٣).
إنّ المؤمن مطالب بالجدّ والاجتهاد في طاعة الله ، وترك المحرّمات ، ونيل درجات القرب من الله ، ولا ينبغي احتقار الطاعات القليلة ، فإنّ القليل إذا اجتمع مع القليل صار كثيراً ، والخيط إذا ضُمّ إلى الخيط صار قماشاً ، فإيّانا والغفلةَ عن الله سبحانه وتعالى.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنّ الله عزّ وجلّ كتم ثلاثةً في ثلاثة : كتم رضاه في طاعته ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الفجر : ٢٧ ـ ٣٠.
٢ ـ النجم : ٣٢.
٣ ـ التوبة : ١٠٢.