العمل الكثير على غير يقين (١).
وعنه عليه السلام أيضاً : إنّ الله بعدله وقسطه وجعل الرَّوْحَ والراحة في اليقين والرضى ، وجعل الهمّ والحزن في الشكّ والسَّخَط (٢).
وقال لقمان يوصي ولده : يا بُنيّ ، لا يُستطاع العمل إلّا باليقين ، ولا يعمل المرء إلّا بِقَدْر يقينه ، ولا يقصّر عامل حتّى ينقص يقينُه (٣).
وقد ورد في الرواية الشريفة : أنّ الإمام الباقر عليه السلام في صِغر سنّه سأل جابر بن عبد الله الأنصاريّ ، وقد اكتنفته عِللٌ وأسقام ، وغَلَبه ضعف الهرم : كيف تجد حالك؟ قال : أنا في حال : الفقر أحبّ إليَّ من الغنى ، والمرض أحبّ إليّ من الصحّة ، والموت أحبّ إليّ من الحياة.
فقال الإمام عليه السلام : أمّا ـ نحن أهل البيت ـ فما يَرِد علينا من الله من الفقر والغنى والمرض والصحّة والموت والحياة ، فهو أحبّ إلينا (٤).
وقد تجسّد التسليم المطلق لله تبارك وتعالى في قول الإمام عليه السلام أعلى ممّا كان بقوله جابر الأنصاري رضوان الله عليه.
إنّ الموقن بالله لا يرى لغيره سبحانه مؤثّراً في الوجود ، فالله هو المالك والخالق ، والمعطي والمانع ، وهو المسبّب وراء كلّ سبب ، وأنّ العبد لا ينال من هذه الدنيا إلّا ما كتبه الله له ، فقد رُفعت الأقلام ، وجفّت الصحف ، وهذا التوكّل على الله وهو الذي يكون أعلى مراحله اليقين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الكافي ٢ : ٥٧ / ح ٣ ـ باب فضل اليقين.
٢ ـ نفسه ٢ : ٥٧ / ح ٢.
٣ ـ جامع السعادات ١ : ١١٩.
٤ ـ جامع السعادات ٣ : ٢٨٥.