وقال عليه السلام : أدنى العقوق أُفّ ، ولو عَلِم الله عزّ وجلّ شيئاً أهونَ منه لنهى عنه (١).
ومقابل هذا أمر الشارع الأعظم الآباء برعاية الأولاد ، وتربيتهم التربية الصالحة التي تنمي أجسادهم وعقولهم وأخلاقهم وعواطفهم ، فأوجب الإنفاق عليهم ، وأمر بمراقبتهم وإرشادهم ، وتعليمهم القراءة والكتابة ، وحثّهم على قراءة القرآن وتأدية الفرائض العباديّة ، وتثقيفهم بمبادئ الدين والأحكام الشرعيّة.
بل ورد في الآثار أن يحسّن الأب اسم ابنه وكنيته ، ويعقّ عنه ، وأن يختار له المرضعة المؤمنة العاقلة ، وأن يُقَبّله وأن يتصابى معه ، وأن يعلّمه السباحة ، ولا يقسو عليه بالضرب والتأنيب بحجّة التأديب.
قال الإمام عليّ بن الحسين في رسالة الحقوق : وأمّا حقُّ وَلَدك فأن تعلم أنّه منك ومضاف إليك ، في عاجل الدنيا بخيره وشرّه ، وأنّك مسؤول عمّا وليته مِن حُسن الأدب ، والدَّلالة على ربّه عزّ وجلّ ، والمعونة له على طاعته ، فاعملْ في أمره عملَ مَن يعلم أنّه مثاب على الإحسان إليه ، معاقب على الإساءة إليه (٢).
وجاء عن النبيّ صلى الله عليه وآله قوله : رَحِم الله مَن أعان ولده على بِرِّه (٣).
وعنه صلى الله عليه وآله أيضاً : أحِبُّوا الصبيان وارحموهم ، وإذا وعدتموهم شيئاً فَفُوا لهم ، فإنّهم لا يَدْرون إلّا أنّكم ترزقونهم (٤).
وعنه صلى الله عليه وآله : يلزم الوالدَينِ من عقوق الولد ما يلزم الولد لهما من العقوق (٥).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الكافي ٢ : ٣٤٨ / ح ١ ـ باب العقوق.
٢ ـ الخصال : ٥٦٨ / ح ١ ـ من أبواب الخمسين.
٣ ـ الكافي ٦ : ٥٠ / ح ٦ باب بِرّ الأولاد.
٤ ـ نفسه ٦ : ٤٩ / ح ٣ ، وفي بعض النسخ : فإنّهم لا يَرَون إلّا أنّكم ترزقونهم.
٥ ـ من لا يحضره الفقيه ٣ : ٤٨٣ / ح ٤٧٠٨.