لقاءك كفاه راحة (١).
وقال الإمام الباقر عليه السلام : إنَّ آية المؤمن إذا حضره الموت أن يَبْيضّ وجهه أشدّ من بياض لونه ، ويرشح جبينه ، وتسيل مِن عينَيه كهيئة الدموع ، فيكون ذلك آيةَ خروج روحه (٢).
ـ في كيفيّة قبض ملك الموت لروح المؤمن :
المؤمن له كرامة خاصّة على الله سبحانه ، ففي الخبر المعتبر أنّ المؤمن أعظم حرمة من الكعبة ومن جبرائيل والملائكة المقرّبين ، وما خلقه الله إلّا ليفيض عليه رحمته ، وقلنا : إنّ الرحمة الكبرى ، والنعمة العظمى هي النعمة الأُخرويّة ، ونحن الآن غير قادرين على إحصاء نِعم الدنيا ، فكيف نحيط بنعم الآخرة؟!
فقد ورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله قوله : إذا رضي الله عن عبد قال : يا ملك الموت ، اذهب إلى فلان فأْتِني بروحه ، حَسْبي مِن عمله ، قد بَلَوتُه فوجدته حيث أُحبّ. فينزل ملك الموت ومعه خمسمائة من الملائكة معهم قضبان الرياحين وأُصول الزعفران ، كلّ واحد منهم يبشّره سوى بشارة صاحبه ، ويقوم الملائكة صفَّين لخروج روحه معهم الريحان ، فإذا نظر إليهم إبليس وضع يده على رأسه ثمَّ صرخ ، فيقول له جنوده : ما لك يا سيّدنا؟! فيقول : أما ترون ما أُعطيَ هذا العبد من الكرامة؟ أين كنتم عن هذا؟ قالوا : جَهِدْنا به فلم يطعنا (٣).
وورد كذلك : أنّ المؤمن إذا حضره الموت جاءته الملائكة بحريرة بيضاء فتقول لنفسه : أُخرجي راضيةً مرضيّةً إلى رَوْحٍ وريحان ، وربِّ غير غضبان. فتخرج
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ غوالي اللآلئ ١ : ٢٧٤ / ح ١٠٠.
٢ ـ من لا يحضره الفقيه ١ : ١٣٥ / ح ٣٦٣.
٣ ـ معارج اليقين : ٤٨٨ / ح ١٣٥٨ ، بحار الأنوار ٦ : ١٦١ / ح ٢٩.