حاربني بفعلٍ أو قولٍ في سبعين ألفاً من جيرانه وأقربائه (١).
ولا عجب من ذلك ، فقد ورد في الخبر المعتبر أنَّ الله خلق الرحمة والمحبّة مائة جزءاً ، وجعل جزءاً منها في الخلق كلّهم ، بها يتراحم الناس ، وتحنّ الأمّ على ولدها ، وتحنّ الأمّهات من الحيوانات على أولادها ، وأبقى تسعة وتسعين ، فإذا كان يوم القيامة أضاف هذا إلى هذه فيرحم بها الخلائق. بل ورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله قوله : ينادي منادٍ يوم القيامة من تحت العرش : يا أمّة محمّد صلى الله عليه وآله ، ما كان لي قِبَلَكم فقد وهبتُه لكم ، وقد بَقِيتِ التبعات بينكم فتواهبوا وادخلوا الجنّة برحمتي (٢). وعن النبيّ صلى الله عليه وآله قوله : إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من أُمّتي ، فأمّا المحسنون منهم فما عليهم من سبيل (٣).
ودخل مولى لامرأة الإمام عليّ بن الحسين عليه السلام على الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام ـ يقال له أبو أيمن ـ فقال : يا أبا جعفر ، يغرّون الناس وتقولون شفاعة محمّد ، شفاعة محمّد! فغضب أبو جعفر عليه السلام حتّى تربّد وجهه ثمّ قال : وَيْحَك يا أبا أيمن! أغرّك أن عَفَّ بطنك وفرجك ، أما لو قد رأيت أفزاعَ يوم القيامة ، لقد احتجت إلى شفاعة محمّد صلى الله عليه وآله. وَيْلك! وهل يشفع إلّا لمن وجَبَت له النار.
ثمّ قال عليه السلام : ما من أحد من الأوّلين والآخرين إلّا وهو محتاج إلى شفاعة محمّد يوم القيامة ، ثمَّ قال عليه السلام : إنّ لرسول الله صلى الله عليه وآله الشفاعة في أمّته ، ولنا الشفاعة في شيعتنا ، ولِشيعتِنا الشفاعة في أهاليهم (٤). نرجو القارئ العزيز أن يراجع مبحث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الخصال : ٤٠٨ / ح ٦.
٢ ـ عدّة الداعي : ١٣٦.
٣ ـ التوحيد : ٤٠٧ / ح ٦ ، من لا يحضره الفقيه ٣ : ٥٧٤ / ح ٤٩٦٣.
٤ ـ المحاسن : ١٨٣ ـ ١٨٤ / ح ١٨٥ ، تفسير القمّيّ ٢ : ٢٠٢.