نحن بصدد شرحه : قوله عليه السلام : بِكَ عَرَفْتُك وأنتَ دَلَلْني عَلَيك ، ودَعَوتَني إلَيك ، ولَولا أنتَ لَم أدْرِ ما أنت ، وذكرنا مناجاة الإمام الحسين عليه السلام ، وهي المعنى والمقصد كليهما نفسيهما.
عن عثمان بن سعيد النائب الأوّل للإمام الحجّة عجّل الله تعالى في فرجه الشريف ، جاء في المناجاة المرويّة عن صاحب العصر والزمان : اَللّهمّ عرِّفْني نفسَك ، فإنّك إنْ لم تُعرِّفْني نفسَك لم أعرِفْ رسولَك ، اَللّهمّ عرِّفْني رسولَك ، فإنّك إن لم تُعرِّفْني رسولَك لم أعرِفْ حُجّتَك ، اَللّهمّ عرِّفْني حُجّتَك ، فإنّ إن لم تُعرِّفْني حُجّتَك ضَلَلْتُ عَن دِيني (١).
وقال الإمام عليّ عليه السلام : لو كُشف ليَ الغطاء ما ازددتُ يقيناً (٢).
وعنه عليه السلام : إعرفوا اللهَ بالله ، والرسولَ بالرسالة ، وأولي الأمر بالأمر بالمعروف والعدل والإحسان (٣).
قال الشيخ الصدوق : القول الصواب في هذا الباب هو أن يقال : عرفنا الله بالله ، لأنّا إن عرفناه بعقولنا فهو عزّ وجلّ واهبها ، وإن عرفناه عزّ وجلّ بأنبيائه ورسله وحججه عليهم السلام فهو عزّ وجلّ باعثهم ومرسلهم ومتّخذهم حججاً ، وإن عرفناه بأنفسنا فهو عزّ وجلّ مُحْدثها ، فبه عرفناه.
وقد قال الصادق عليه السلام : لولا الله ما عُرِفْنا ، ولولا نحن ما عُرِفَ الله ، ومناه : لولا الحُجج ما عُرِف الله حقّ معرفته ، ولولا الله ما عُرِف الحجج (٤).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ مصباح المتهجّد : ٢٦٩ ، جمال الأسبوع : ٣١٥ ، إكمال الدين : ٥١٢ / ح ٤٣ ـ الباب ٤٥.
٢ ـ مناقب آل أبي طالب ٢ : ٤٧ ـ فصل في المسابقة بالعلم.
٣ ـ الكافي ١ : ٨٥ / ح ١ ـ باب أنّه لا يُعرَف إلّا به.
٤ ـ التوحيد : ٢٩٠.