وقال الإمام عليّ عليه السلام في «نهج البلاغة» : أوّلُ الدِّين معرفتُه ، وكمالُ معرفته التصديق به ، وكمال التصديق به توحيده ، وكمال توحيده الإخلاص له (١).
وقال عليه السلام : معرفة الله سبحانه أعلى المعارف (٢).
وهناك أدلّة تشير إلى الفرض الثاني ، فقد قال تعالى : (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا) (٣).
وقال سبحانه : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا) (٤) ، وقال عزّ شأنه : (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ) (٥) ، وقال جلّ وعلا : (وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا) (٦) ، وقال سبحانه : (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) (٧). وورد في الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وآله : مَن عَرَف نفسَه فقد عَرَف ربَّه (٨).
وورد : أعرَفُكم بنفسه أعرفُكم بربّه (٩).
وعن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام قوله : عَرَفتُ الله سبحانه بفسخ العزائم وحلّ العقود ونقض الهمم (١٠).
وعنه عليه السلام قوله : اطلبوا العلم ولو بالصين ، وهو علم معرفة النفس ، وفيه معرفة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ نهج البلاغة : الخطبة ١.
٢ ـ عيون الحكم والمواعظ : ٤٨٦ ، غرر الحكم : ٣١٩.
٣ ـ النمل : ٩٣.
٤ ـ الروم : ٢١.
٥ ـ الروم : ٢٢.
٦ ـ الروم : ٢٤.
٧ ـ فصّلت : ٣٧.
٨ ـ مصباح الشريعة : ١٣ ، غوالي اللآلئ ٤ : ١٠٢ / ح ١٤٩.
٩ ـ روضة الواعظين : ٢٠ ، الاقتصاد للطوسيّ : ١٤.
١٠ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٢٥٠ ، عيون الحكم : ٣٣٩.