سلطاناً على الله تعالى ، جعل المِيتةَ في قلبه الإثم ظاهرةً وباطنة (١).
ولقد كان أمير المؤمنين عليه السلام الأسوة والمثال الأكمل والأنصع بعد رسول الله صلى الله عليه وآله للحاكم الإسلاميّ الذي يجسّد الإسلام شكلاً ومضموناً ، جسداً وروحاً ، ولم تكن الخلافة لتشكّل عنده أيّة أهمّية غير إصابة مرضاة الله سبحانه.
قال عبد الله بن العبّاس : دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام بذي قار وهو يخصف نعله ، فقال لي : ما قيمة هذا النعل؟ فقلت : لا قيمة لها ، فقال عليه السلام : واللهِ لَهِيَ أحبُّ إليّ من إمرتكم إلّا أن أُقيمَ حقّاً أو أدفع باطلاً (٢).
إذن مهمّة الإمام والسلطان إقامة العدل وإرساء قواعد الحقّ ودفع الباطل ، وإعزاز الضعيف ، والضرب على يد القويّ ، ثمّ يرسم لنا عليه السلام الصورة المثاليّة المشرقة للحاكم الإسلاميّ بقوله : وقد علمتم أنّه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج والدماء والمغانم والأحكام وإمامة المسلمين البخيلُ ، فتكون في أموالهم نَهْمتُه ، ولا الجاهلُ فيُضلَّهم بجهله ، ولا الجافي فيقطعَهم بجفائه ، ولا الحائفُ للدُّوَل فيتّخذَ قوماً دون قوم ، ولا المرتشي في الحكم فيذهبَ بالحقوق ويقفَ بها دون المقاطع ، ولا المُعَطِّلُ للسُّنّة فيُهلِكَ الأُمّة (٣).
وعن النبيّ صلى الله عليه وآله قوله : مَن أرضى سلطاناً بسَخَطِ الله خرج من دين الله (٤).
وقال عليه السلام : إذا كان يومُ القيامة نادى منادٍ : أين الظَّلَمةُ وأعوانهم؟ مَن لاطَ لهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ النوادر لفضل الله الراونديّ : ١٩ ، مستدرك الوسائل ١٣ : ١٢٣ / ح ٥.
٢ ـ نهج البلاغة : الخطبة ٣٣.
٣ ـ نفسه : الخطبة ١٣١.
٤ ـ الكافي ٢ : ٣٧٣ / ح ٥.