وترويض روحي جادّ ، وللذكر آثار وضعيّة إيجابيّة على حياة الإنسان ومقامه عند الله سبحانه.
روي أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله خرج على أصحابه فقال : إرتعوا في رياض الجنّة ، قالوا : يا رسول الله ، وما رياض الجنّة؟ قال صلى الله عليه وآله : مجالس الذِّكْر ، أُغدوا وروِّحوا واذكروا ، ومن كان يحبّ أن يعلم منزلته عند الله فَلْينظُرْ كيف منزلة الله عنده ، فإنّ الله تعالى يُنزِلُ العبدَ حيث أنزل العبدُ اللهَ من نفسه. واعلموا أنّ خير أعمالكم وأزكاها وأرفعها في درجاتكم ، وخيرَ ما طلعت عليه الشمس ذكرُ الله سبحانه ، فإنّه أخبر عن نفسه فقال : أنا جليس مَن ذَكَرني ، وقال سبحانه : فاذْكُروني أذكُرْكم بنعمتي ، واذكروني بالطاعة والعبادة أذكرْكم بالنعم والإحسان ، والرحمة والرضوان (١).
وقال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ الله تبارك وتعالى يقول : مَن شُغل بذِكْري عن مسألتي ، أعطيتُه أفضلَ ما أُعطيَ مَن سألني (٢).
وقال عليه السلام أيضاً للحسين البزّاز : ألا أحدّثك بأشدّ ما فرض الله عزّ وجلّ على خلقه؟ قلت : بلى ، قال : إنصاف الناس من نفسك ، ومواساتك لأخيك ، وذِكرُ الله في كلّ موطن ، أما إنّي لا أقول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلّا الله والله أكبر ، وإن كان هذا من ذاك ، لكنّ ذِكر الله في كلّ موطن إذا هَجَمْتَ على طاعته أو معصيته (٣).
وفي الحديث القدسيّ : ابنَ آدم ، أُذكرني في نفسك أذكرْك في نفسي. ابنَ آدم ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ عدّة الداعي : ٢٣٨ / الحديث السابع عشر ـ من الباب الخامس : فيما اُلحق بالدعاء وهو الذّكْر.
٢ ـ المحاسن : ٣٩ / ح ٤٣.
٣ ـ معاني الأخبار : ١٩٣ / ح ٣.