وسكر القدرة ، وسكر المدح ، وسكر الشباب ، فإنّ لكل واحدٍ مِن ذلك رياحاً خبيثةً ، تسلب العقل وتستخفّ الوَقار (١).
وعن أمير المؤمنين عليه السلام : السكر أربعة سكرات : سُكر الشَّراب ، وسكر المال ، وسُكر النوم ، وسُكر المُلك (٢).
وصدق الله القائل : (كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ) (٣).
ومن أخطر تصرّفات هؤلاء هو التفافهم حول الشخصيّات المعروفة وأئمّة المساجد ، وضيافتهم لهم على موائدهم ، وإكرامهم والإغداق عليهم بالهدايا والعطايا ، ليحسّنوا صورهم أمام المجتمع ، وربما طمعوا في انقياد العلماء لهم وتوجيههم في مصالحهم وتحقيق مآربهم واستعمالهم براقع يغطّون بها سوءاتهم.
وعلاج جميع هذه الصنوف من المنحرفين المغرورين هو الخروج من ولاية الشيطان إلى رحاب ولاية الله ، وذلك بإخراج حبّ الدنيا من قلوبهم فإنّ حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة ، وزرع حبّ الله مكانه ، والزهد في المال والصحّة والقوة والسلطان ، وجعل ذلك من أسباب البقاء التي تمكنه من عبادة الله حقّ عبادته ، قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ * كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ * وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) (٤).
إنّ الله سبحانه يخاطب الإنسان ويعاتبه حيث لم يعرف هذا الإنسانُ حقّ قدر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ عيون الحكم والمواعظ : ٥٥٢ ، غرر الحكم : ٣٥٦.
٢ ـ معاني الأخبار : ٣٦٥ / ح ١.
٣ ـ العلق : ٦ ـ ٧.
٤ ـ الانفطار : ٦ ـ ١٢.