الآخرة ، وإمّا أن يُدفَع عنه من السوء مِثلُه ، قالوا : يا رسول الله ، إذن نُكثر ، قال صلى الله عليه وآله : الله أكثر (١).
وقال صلى الله عليه وآله : إنّ العبد لّيدعو الله وهو يحبّه ، فيقول : يا جبرائيلُ لا تقضِ لعبدي هذا حاجته وأخِّرها ، فإنّي أحبّ أن لا أزال أسمع صوته. وإنّ العبد لَيدعو الله وهو يُبغضه فيقول : يا جبرائيلُ اقضِ لعبدي هذا حاجتَه بإخلاصه وعجّلها ، فإنّي أكره أن أسمع صوته! (٢)
وروي عن الإمام عليّ عليه السلام قوله : ربّما أُخِّرت عن العبد إجابة الدعاء لكيون أعظمَ لأجر السائل ، وأجزلَ لإعطاء الآمل (٣).
وعندما يخالف الداعي آداب وشرائط الإجابة فقد لا يُستجاب له.
ونِعم ما ورد عن إبراهيم بن أدهم لمّا سُئل : ما بالنا ندعو الله سبحانه فلا يستجيب لنا؟ فقال : لأنّكم عرفتم الله فلم تطيعوه ، وعرفتم الرسول فلم تتّبعوا سنّته ، وعرفتم القرآن فلم تعملوا بما فيه ، وأكلتم نعمة الله فلم تؤدّوا شكرها ، وعرفتم الجنّة فلم تطلبوها ، وعرفتم النار فلم تهربوا منها ، وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه ووافقتموه ، وعرفتم الموت فلم تستعدّوا له ، ودفنتم الأموات فلم تعتبروا بهم ، وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس (٤).
وجاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : إنّي دعوتُ الله فلم أرَ الإجابة! فقال عليه السلام : لقد وصفتَ الله بغير صفاته ، وإنّ للدعاء أربع خصال : إخلاص السريرة ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ عدّة الداعي : ٢٤.
٢ ـ نفسه ٢٥.
٣ ـ نفسه.
٤ ـ تفسير مجمع البيان ٢ : ١٩ ، تفسير الثعلبيّ ٢ : ٧٦ ، تفسير القرطبيّ ٢: ٣١٢.