ويحثّ عليه ويعيب تركه. ورجُلٌ حَيِيٌّ ، ذو حياء ، بوزن فعيل ، والأنثى بالهاء ، امرأة حَيِيةٌ ، واستحيا الرجل واستَحْيَتِ المرأة (١).
وقد ورد في الأخبار أنّ الحياء خيرٌ كلُّه (٢) ، والمستفاد منه أنّ الحياء يردع من له دين ومن ليس له دين ، فصار الحياء مَجْمعاً لكلّ ما هو جميل.
والحياء من مكارم الأخلاق ومحاسن الخصال ، فقد رُوي عن الإمام الصادق عليه السلام قوله : الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنّة (٣).
وقال النبيّ صلى الله عليه وآله يوماً لأصحابه : إستَحْيُوا من الله حقَّ الحياء ، قالوا : وما نفعل يا رسول الله؟ قال : فإن كنتم فاعلين فلا يَبِيتَنّ أحدكم إلّا وأجَلُه بين عينيه ، ولْيَحفَظْ الرأسَ وما وعى ، والبطنَ وما حوى ، ولْيَذكُر القبر والبِلى ، ومن أراد الآخرة فَلْيَدَعْ زينة الحياة الدنيا (٤).
فمن فعل ذلك فقد استحيى من الله حقّ الحياء.
رُوي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال : هبط جبرائيل عليه السلام على آدم عليه السلام بثلاث ؛ ليختار منها واحدةً ويَدَع اثنتين ، وهي : العقل ، والحياء ، والدِّين. فاختار العقل ، فقال جبرائيل للحياء والدين : انصرِفا ، فقالا : إنّا أُمِرنا أن نكون مع العقل حيث كان ، فقال : فشأنكما. ففاز بالثلاث (٥).
وروي أنّ الله تعالى يقول : عبدي ، إنّك إذا استَحيَيتَ منّي أنسَيتُ الناس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ لسان العرب ١٤ : ٢١٧.
٢ ـ معاني الأخبار : ٤٠٩ / ح ٩٢.
٣ ـ الكافي ٢ : ١٠٦ / ح ١ ـ باب الحياء.
٤ ـ قرب الإسناد : ٢٣ / ح ٧٩.
٥ ـ شرح نهج البلاغة ١٨ : ١٨٧.