في تصفية القلب وكسر الشهوات النفسيّة ، والتجافي عن دار الغرور ، والتوجّه إلى رحاب رحمة الله الواسعة ، إنّ هذا الطريق يحقّق الانتصارات والفتوحات القلبيّة التي تقرّب صاحبها إلى الجنّة وتبعّده عن النار.
قال الإمام الصادق عليه السلام لأحد أصحابه : إذا حملتَ جنازة فكن كأنّك أنت المحمول ، أو كأنّك سألت ربّك الرجوع إلى الدنيا لتعمل ، فانظر ماذا تستأنف ، ثمّ قال عليه السلام : عجباً لقومٍ حُبس أوّلهم على آخرهم ثمّ نادى منادٍ فيهم بالرحيل وهم يلعبون! (١) وقال الصادق عليه السلام أيضاً : ما خلق الله عزّ وجلّ يقيناً لا شكَّ فيه أشبهَ بشكٍّ لا يقينَ فيه من الموت (٢).
وورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله قوله : إنّي تركتُ فيكم واعظَين ؛ صامتاً وناطقاً ، فالصامت الموت ، والناطق القرآن (٣).
وقال صلى الله عليه وآله : اذكروا هادم اللذّات ، قيل له : وما هو يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وآله : الموت (٤).
وقال الإمام الصادق عليه السلام : إن كان الموت ، حقّاً ، فالفرع لماذا؟! وإن كان الشيطان عدوّاً ، فالغفلة لماذا؟! ٥
وقال النبيّ صلى الله عليه وآله : أغفلُ الناس مَن لم يتّعظ بتغيّر الدنيا من حال إلى حال (٦).
وأختم هذا المبحث بدعاء لقمان : إرحَمِ الفقراء لقلّة صبرهم ، والأغنياءَ لقلّة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ كتاب الزهد للحسين بن سعيد : ٧٧ / ح ٢٠٨ ـ ٢٠٩.
٢ ـ من لا يحضره الفقيه ١ : ١٩٤ / ح ٥٩٦.
٣ ـ الفتوحات المكيّة ٤ : ٣٨٧.
٤ ـ مصباح الشريعة : ١٧١ ، بحار الأنوار ٦ : ١٣٣.
٥ ـ الأمالي للصدوق : ١٦ / ح ٥ ـ المجلس الثاني.
٦ ـ روضة الواعظين : ٤٤٢.