عبّاس : التفكّر في الخير يدعو إلى العمل به ، والندم على الشرّ يدعو إلى تركهِ.
إنّ الإنسان مطالبٌ بمحاكمة لسانهِ وسمعه وعينه وبقيّة جوارحه كلّ يوم ، ليرى مقدار ما استزاد من الصالحات وعمل الخير ، أو ما وضع في ميزان عملهِ من سوء ، وقانون المحاسبة قانون إسلامي أصيل ، وهو ما نطلق عليه في المصطلح الحديث بقانون «النقد والنقد الذاتي».
وقد ورد في الحديث النبويّ الشريف : حاسِبُوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوها قبل أن توزنوا (١). وعن الإمام عليّ عليه السلام : فإنّ اليوم عملٌ ولا حساب ، وإنّ غداً حسابٌ ولا عمل (٢).
وعلينا كذلك أن نفتّش في زوايا القلوب عن المهلكات النفسيّة ، كالبخل والحسد والعُجب والكبر والرياء وسوء الظنّ والغفلة ونحوها.
وعلينا مراجعة ما ورد من حِكمٍ وأحكام ، ومواعظ وإرشادات عن النبيّ صلى الله عليه وآله وعن آلهِ الطاهرين في توجيه الإنسان الفرد والإنسان الأُمّة ، فإنّ فيها العلاج الناجع. إنّ النظرية وحدها ما لم تكن مدعومة بالممارسة العمليّة الصادقة فإنّها تفقد مذاقها ودورها العمليّ الإيجابيّ ، أنظر إلى هذه المقولة الجامعة المانعة وتدبّر في معانيها وأبعادها :
ورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله قوله : إنّ روح القدس نَفَث في رُوعي : أحببْ ما أحببتَ فإنّكَ مُفارقه ، وعشْ ما شئتَ فإنّكَ ميّت ، واعمل ما شئتَ فإنّك مجزيٌّ به (٣).
ومن أعظم أسباب تنبّه النفس من غفلتها ذِكرُ الموت ، فإنّ لذلك آثاراً كبيرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ إعلام الدين في صفات المؤمنين : ٢٥١ ، جامع السعادات ٣ : ٩١.
٢ ـ الكافي ٨ : ٥٨ ح ٢١ ، نهج البلاغة : الخطبة ٤٢ ، خصائص الأئمّة : ٩٦.
٣ ـ إعلام الدين في صفات المؤمنين : ٢٤٢.