وهنا نقول لبعض المتمنطقين الذين يتّهموننا بالشرك عندما نسمّي أبناءنا بأسماء تنمّ عن الصفات الفاضلة مثل : كريم ، حليم ، حكيم ، ان يتدبّروا عاقبة هذه التهم الباطلة التي لا تعبّر إلّا عن السطحيّة. ويكفينا شاهداً على صحّة ما نقول أنّ لفظة «العليّ» من الأسماء الحسنى ، وقد سُمّي مولانا أمير المؤمنين بهذا الاسم بأمر النبيّ صلى الله عليه وآله الذي هو لسان السماء ، وكذلك سُمّي به أحفاده ومن تأسّى بهم من الصالحين.
وأعجبُ لماذا لم يعترضوا على اسم محمود وهو من الأسماء الحسنى. وقد نظم حسّان بن ثابت في حق النبيّ صلى الله عليه وآله فقال :
وشقّ له منِ اسمِه ليُجِلَّهُ |
|
فَذُو العرشِ محمودٌ وهذا محمّدُ (١) |
ويعلّمنا هذا الدعاء أن يكون الداعي منّا معترفاً بضالّتهِ وضعفه ومسكنته أمام الله سبحانه ، فيطلب منه التجاوز عن ذنبه ، والتصدّق عليه بالعفو ، ويطالبه بالستر على عوراته وعيوبه ، وبالعفو عن تقريعه وتوبيخه ولومه على ما اقترف من السّيئات والمعاصي ، ويعترف أمام ساحة الربوبيّة المقدّسة بأنّه ارتكب الذنب لا عن عناد وتحدٍّ ، بل هو الضعف البشريّ أمام طاغوت الشهوة وعواصف الهوى ، ووساوس الشيطان ، ورياح الغفلة.
ثم يعلّل ذلك معتذراً بالستر الإلهيّ ، وعظمة حلمه تعالى ، وستره على أهل الذنوب والمعاصي ، وعدم التسرّع في المؤاخذة ، أنّه يريد أن يقول : يا ربّ غرّني كرمك المرخى وسترُك العظيم ، وحلمك الواسع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ مناقب آل أبي طالب ١ : ٦٣. ونُسب هذا القول في «العلل» لأحمد بن حنبل ١ : ٤٥٤ / ح ١٠٣٢ إلى أبي طالب رضوان الله عليه.