ذلك الحمد يرجع إلى الله على وجه الحقيقة وتمام الاستحقاق.
ومهما حَمِد الإنسانُ ربّه ، وذكره وسبَّحه ونزّهه فإنّما هو على قدر إحاطته وعلمه ، فحمدُ النبيّ صلى الله عليه وآله والأئمّة الكرام عليهم السلام لله تبارك وتعالى ، وحمد الرسل والنبيّين والملائكة والمقرّبين لربّهم جَلّ وعلا ، هو أعمق وأوسع دائرةً من حمدنا نحن لربّنا عزّ وجلّ ، لأنّ إحاطتهم أوسع وأدقّ.
قال الراغب : الحمد لله تعالى : الثناء عليه بالفضيلة ، وهو أخصّ من المدح وأعمّ من الشكر ، فإنّ المدح يقال فيما يكون من الإنسان باختياره ، وممّا يقال منه وفيه بالتسخير ، فقد يُمدح الإنسان بطول قامته ، وصباحة وجهه ، كما يمدح ببذل ماله وسخائه وعلمه ، والحمد يكون في الثاني دون الأوّل ، والشكر لا يقال إلّا في مقابل النعمة ، فكلُّ شكرٍ حمدٌ ، وليس كلّ حمدٍ شكراً ، وكلّ حمدٍ مدح ، وليس كلّ مدحٍ حمداً ، ويقال : فلان محمودٌ : إذا حُمد ، ومحمّد : إذا كَثُرت خصاله المحمودة ، ومحمّد : إذا وُجِد محموداً (١).
الحيّ : ذو الحياة ، والحياة تستعمل للتعبير عن القوّة الموجودة في النبات والحيوان ، قال تعالى : (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا) (٢).
وتستعمل للتعبير عن القوّة الحسّاسة ، قال تعالى : (وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ) (٣).
وتستعمل للقوّة العاملة العاقلة ، قال سبحانه وتعالى : (أَوَمَن كَانَ مَيْتًا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ مفردات غريب القرآن : ١٣١.
٢ ـ الحديد : ١٧.
٣ ـ فاطر : ٢٢.