٢. الحياة البرزخيّة : وهي الحياة التي تحياها الروح في عالم القبر ، وقد ورد عن الإمام زين العابدين عليه السلام قوله : إنّ القبر روضة من رياض الجنّة ، أو حفرة من حفر النيران (١).
٣. الحياة الأخرويّة : وهي الحياة الحقيقيّة التي ليس معها موت ولا فقر ولا بلاء ولا منغّصات ، وهذه الحياة المثالية مملوكة لله سبحانه أيضاً ، غير خارجة عن إرادته وقيموميّته ، فهو الذي يفيض النعم والخيرات ، ويبعث السرور في نفوس أوليائه ، قال تعالى : (لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) (٢).
وفي هذه الأقسام تكون الحياة عارضة على الكائن الحيّ ، مفاضة عليه من الخارج.
٤. الحياة الإلهيّة : وهنا تكون الحياة عين ذاته المقدّسة ، غير عارضة عليه ، وهي غير مسبوقة بالعدم ، ولا متبوعة بالموت أو الفناء ، وهذه هي الحياة الحقيقيّة المتّصفة بالكمال من كلّ جهة ، قال الله تعالى : (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ) (٣).
وهذه الحياة واجبة ؛ إذ بها يقوم كلّ حيّ ، ويقع الوجود بها تحت سلطة التدبير والتصرّف والإرادة الإلهيّة ، ومن هنا نقول : إنّه سبحانه واجب الوجود ، وغيره ممكن الوجود.
القيّوم : هو القائم الحافظ لكلّ شيء ، والمعطي له ما به قوامه ، قال تعالى : (اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) (٤).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ تفسير القمّيّ ٢ : ٩٤ ، بحار الأنوار ٦ : ٢٧٥ ، وفيه قوله : صلى الله عليه وآله : القبر إمّا روضة من رياض الجنّة ، أو حفرة من حفر النيران.
٢ ـ سورة ق : ٣٥.
٣ ـ الفرقان : ٥٨.
٤ ـ مفردات غريب القرآن : ٤١٧ والآية في سورة البقرة : ٢٥٥.