ينزل (١).
يقول سماحة المرجع السيّد عبد الأعلى الموسويّ السبزواري قدس سره في «مهذّب الأحكام» ما نصّه : والدعاء تصرّفٌ غيبيّ في سلسلة علل الأشياء بأنواعها ، ولذا ترى الأنبياء والقائمين مَمامَهم لا يسلكون سبيلاً في قضاء حوائجهم ، جزئيّةً وكليّة ، إلّا بالدعاء ، فسبحان مَن أظهر في عالم الشهادة أموراً من عالم الغيب ليستكمل إيمان عباده ليسوقهم إلى الجنّة زُمَراً وأفواجاً. قال نبيّنا الأعظم صلى الله عليه وآله : ألا أدلُّكم على سلاحٍ يُنْجيكم من أعدائكم ، ويُدرُّ أرزاقكم؟ قالوا : بلى ، قال صلى الله عليه وآله ، تدعون ربّكم بالليل والنهار ، فإنّ سلاح المؤمن الدعاء ، انتهى (٢).
وقال الإمام عليّ عليه السلام : إذا اشتدّ الفَزَع ، فإلى الله المَفزع (٣).
وقال الإمام الرضا عليه السلام : عليكم بسلاح الأنبياء ، فقيل : ما سلاح الأنبياء؟ قال عليه السلام : الدعاء (٤).
وورد في «نهج البلاغة» : من أعطي أربعاً لم يُحرم أربعاً : مَن أُعطي الدعاءَ لم يُحرَم الإجابة ، ومن أُعطي التوبة لم يُحرَم القبول ، ومن اُعطي الاستغفار لم يُحَرم المغفرة ، ومن اُعطي الشكر لم يُحرَم الزيادة (٥). قال الشريعة الرضيّ وتصديق ذلك كتاب الله تعالى ، قال الله عزّ وجلّ في الدعاء : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (٦).
وقال في الاستغفار : (وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّـهَ يَجِدِ اللَّـهَ غَفُورًا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الكافي ٢ : ٤٦٩ / ح ٥ ، عدّة الداعي : ١٣.
٢ ـ مهذّب الأحكام ٧ : ١٤٣ ، والحديث الشريف في : الكافي ٢ : ٤٦٨ / ح ٣.
٣ ـ الكافي ٢ : ٤٦٨ / ح ٢ ، عدة الداعي : ١٦٤.
٤ ـ الكافي ٢ : ٤٦٨ / ح ٥.
٥ ـ نهج البلاغة : الحكمة ١٣٥.
٦ ـ غافر : ٦٠.