الملحون لا يصعد إلى الله عزّ وجلّ (١).
وورد أنّ الدعاء سرّاً أفضل من الدعاء علانية ، وذلك لمكان الإخلاص ، فقد ورد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام : دعوة العبد سرّاً دعوةً واحدةً تَعدِل سبعين دعوةً علانية (٢).
وقد نَدَبَنا الشرع الحنيف لتوقِّي دعوة المظلوم وذلك بترك الظلم ، ودعوة الوالدين بترك عقوقهما ، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إيّاكم ودعوةَ المظلوم ؛ فإنّها تُرفَع وإيّاكم ودعوةَ الوالد فإنّها أحَدُّ من السيف (٣).
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : اكن أبي عليه السلام يقول : اتّقوا الظلم ، فإنّ دعوة المظلوم تصعد إلى السماء (٤).
ووقت الأسحار من منازل الرحمة الالهية المعهودة ، فقد ورد في تفسير قوله تعالى على لسان نبيّه يعقوب مثلاً : (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي) ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال : أخَّرَهم إلى السَّحَر (٥).
وقال الإمام الباقر عليه السلام لأبي الصبّاح الكنانيّ : إنّ الله عزّ وجلّ يحبّ من عباده المؤمنين كلَّ [عبدٍ] دعّاء ، فعليكم بالدعاء في السَّحَر إلى طلوع الشمس ، فإنّها ساعةٌ تُفتَح فيها أبواب السماء ، وتُقسَّم فيها الأرزاق ، وتُقضى فيها الحوائج
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ عدّة الداعي : ١٨ ـ وعنه في : الفصول المهمّة ١ : ٦٧٩ / ح ٢.
٢ ـ الكافي ٢ : ٤٧٦ / ح ١.
٣ ـ نفسه ٢ : ٥٠٩ / ح ٣ ، وكأنَّ السحاب كناية عن موانع إجابة الدعاء أو الحُجُب المعنوية الحائلة بينه وبين استجابة الله.
٤ ـ نفسه ٢ : ٥٠٩ / ح ٤.
٥ ـ نفسه ٢ : ٤٧٧ / ح ٦ ، والآية في سورة يوسف : ٩٨.