مِنْهَا الْأَذَلَّ)؟ (١)
ولقد سمعتَ أنت وأبوك من النبيّ صلى الله عليه وآله أنّ عليّاً إمامٌ منصوب من قِبل الله على لسان نبيّه ، وأنّه مفترض الطاعة ، وأنّ قتاله بغيٌ ، وأنّه إمام بايعه كلّ المسلمين بيعة لا نظير لها في التاريخ.
إنّ المشركين كانوا يعبدون صنفين من المخلوقين :
الأوّل : عباد الله المكرمين كالملائكة ، والمقرَّبين من الرسل والأنبياء والصلحاء.
الثاني : العُتاة من الإنس والجنّ ، كفرعون ونمرود وإبليس ، وأئمّة الضلال من الأحبار والرهبان الذين بدّلوا دين الله ، وغيرهم ، قال سبحانه : (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) (٢).
وقال تعالى : (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ) (٣). بل بلغت سفاهتهم إلى عبادة الحجر والشجر ، والنجوم والدوابّ.
إنّ الإنسان هو المسؤول عن نفسه ، وما يلحق به من سوء العاقبة والمآل إذا حُشر على شركه ، لأنّ المعبودين لا سلطان لهم عليه ، ولا قابليّة لديهم على إجبار أحد على عبادتهم ، لأنَّ الإنسان العاقل غير مسلوب الاختيار.
قال سبحانه في إبليس أنّه قال : (وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ المنافقون : ٨.
٢ ـ يس : ٦٠.
٣ ـ التوبة : ٣١.