ولاية الله. ويترتّب على ذلك سلوكٌ جديد ، وعلاقات اجتماعية شريفة قائمة على المبادئ والأخلاق السامية ، وقيام معايير جديدة تعتمد العدل والمساواة وتكافؤ الفرص ، ونبذ العصبيّات ، ومحاربة الأهواء الشيطانيّة ، والنزوات النفسيّة.
بعد عرض هذا المنهج نصل إلى بعض النتائج المهمّة ، منها :
١. أنّ الخلق والإيجاد والتأثير على نحو الاستقلال لا يكون إلّا لله وحده ، وعلى نحو الأصالة ، وإذا كان لغيره شيء فبالتفويض والتمكين والامتداد.
٢. الحكم التكوينيّ الذي يحكم الوجود وفق السنن والنواميس مختصٌّ به سبحانه.
٣. لقد فطر الله سبحانه الإنسان على قبول دعوة الحقّ ، وعلى التوجّه العباديّ الصحيح ، ومن رحمته عزّ وجلّ أنّه أراد بقاء تلك الفطرة على سلامتها ، فشرّع لها من الأحكام ما يضمن صيانتها من الانحراف والتلوّث.
قال تعالى : (١).
إذن تكون مهمّة التشريع التي هي من لوازم الربوبيّة محصورة به سبحانه ، كما هي في عالم التكوين.
قال تعالى : (وربّك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عمّا يشركون) (٢).
وقال سبحانه : (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّـهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الروم : ٣٠.
٢ ـ القصص : ٦٨.