ورأيت رجلاً جاثياً على ركبتيه بينه وبين رحمة الله حجاب ، فجاءه حُسن خُلقه فأخذ بيده وأدخله في رحمة الله. ورأيت رجلاً من أمّتي قد هوت صحيفته قِبَلَ شماله ، فجاءه خوفه من الله عزّ وجلّ فأخذ صحيفته فجعلها في يمينه.
ورأيت رجلاً من أمّتي قد خفّت موازينه ، فجاءه أفراطه «الأجنّة من الأولاد يموتون» في صلاته فثَقّلوا موازينه. ورأيت رجلاً من أمّتي قائماً على شفير جهنّم ، فجاءه رجاؤه من الله عزّ وجلّ فاستنقذه من ذلك. ورأيت رجلاً من أمّتي قد هوى في النار ، فجاءته دموعه التي بكى من خشية الله فاستخرَجَته من ذلك.
ورأيت رجلاً من أمّتي على الصراط يرتعد كما ترتعد السعفة في يوم ريح عاصف ، فجاءه حسن ظنّه بالله فسكّن رعدته ومضى على الصراط. ورأيت رجلاً من أمّتي على الصراط يزحف أحياناً ويحبو أحياناً ، ويتعلّق أحياناً ، فجاءته صلاته علَيَّ وأقامته على قدميه ومضى على الصراط. ورأيت رجلاً من أمّتي انتهى إلى أبواب الجنّة ، كلّما انتهى إلى باب أُغلِق دونه ، فجاءته شهادةُ أن لا إله إلّا الله صادقاً ، ففُتِحَت له الأبواب ودخل الجنّة (١).
وورد في حديث الصراط ودقّته وعقابه وأهواله قول النبيّ صلى الله عليه وآله : جسر على جهنّم يمرّ الخلائق عليه ، وقال صلى الله عليه وآله : إنّ على جنبيه كلاليبَ وخطاطيفَ كأنّها شوك السَّعْدان ، فمِن مُسَلِّم وناجٍ ، ومخدوشٍ عليه في النار منكوس ، فمِن الناس من يمرّ عليه كالبرق الخاطف ، ومنهم من يمرّ عليه كالريح العاصف ، ومنهم من يمرّ عليه كالفارس ، ومنهم من يمرّ عليه كالرجل يعدو ، ومنهم من يمرّ عليه كالرجل يسير ، ومنهم من يزحف زحفاً ، ومنهم الزّالّون والزالّات ، ومنهم من يُكردَس في النار ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الأمالي للصدوق : ١٩١ / ح ١ ـ المجلس ٤١.