رحماً إلى ربّها ، فقلت لها : كم بينَكِ وبينها من أب؟ فقالت : نلتقي في أربعين أباً (١).
وورد عنه صلى الله عليه وآله قوله : قال الله سبحانه تعالى : أنا الرحمن وهذه الرَّحِم ، شَقَقْتُ لها اسماً من اسمي ، فَمَن وصلها وصلتُه ، ومن قطعها قطعته (٢).
وأوصى الإسلام ببرّ الوالدين ورعايتهما على وجه التمام والكمال ، وقال تعالى : (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) (٣).
جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله مَن أبِرَ؟ قال صلى الله عليه وآله : أُمَّك ، قال : ثمّ من؟ قال صلى الله عليه وآله : أُمّك ، قال : ثمّ من؟ قال صلى الله عليه وآله : أُمّك ، قال : ثمّ من؟ قال صلى الله عليه وآله : أباك (٤).
وورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله قوله : بُرّوا آباءكم يبرّكم أبناؤكم ، وعُفّوا عن نساء غيركم تعفَّ نساؤكم (٥).
وجاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله ، أَوصِني ، فقال صلى الله عليه وآله : لا تشرك بالله شيئاً وإن حَرِّقتَ بالنار وعُذّبت إلّا وقلبُك مطمئنٌ بالإيمان ، ووالدَيك فأطِعْهما وبَرِّهما حَيَّينِ كانا أو ميّتين وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك فافعل ، فإنّ ذلك من الإيمان (٦).
وعن الإمام الباقر عليه السلام قال : إنّ العبد لَيكون بارّاً بوالديه في حياتهما ثمّ يموتان فلا يقضي عنهما دُيونَهما ، ولا يستغفر لهما ، فيكتبه الله عاقّاً. وإنّه لَيكون عاقّاً لهما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الخصال : ٥٤٠ / ح ١٣.
٢ ـ المبسوط للطوسيّ ٣ : ٣٠٧.
٣ ـ الإسراء : ٢٣.
٤ ـ الكافي ٢ : ١٥٩ / ح ٩.
٥ ـ نفسه ٥ : ٥٥٤ / ح ٥.
٦ ـ الكافي ٢ : ١٥٨ / ح ٢.