في حياتهما غيرَ بارٍّ بهما ، فإذا ماتا قضى دَينَهما واستغفر لهما ، فيكتبه الله عزّ وجلّ بارّاً (١).
وسأل رجل رسول الله صلى الله عليه وآله : ما حقّ الوالد على ولده؟ قال صلى الله عليه وآله : لا يُسمِّيه باسمه ، ولا يمشي بين يديه ، ولا يجلس قَبلَه ، ولا يَسْتَسِبُّ له (٢).
وقال السلميّ : أتيت النبيّ صلى الله عليه وآله أستشيره في الجهاد ، فقال صلى الله عليه وآله : ألَكَ والدة؟ قلت : نعم ، قال صلى الله عليه وآله : اذهب فأكرمها ، فإنّ الجنّة تحت رجليها (٣).
وقال الشيخ عبّاس القمّيّ قدس سره في «منازل الآخرة» : من جملة ما يهوّن سكرات الموت : صلة الرحم وبرّ الوالدين (٤).
وروى الشيخ الصدوق عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : من أحبّ أن يخفّف الله عزّ وجلّ عنه سكرات الموت فَلْيكن لقرابته وَصُولاً ، وبوالديه بارّاً ، فإذا كان كذلك هوّن الله عليه سكرات الموت ، ولم يُصِبْه في حياته فقر أبداً (٥).
وروي أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله حضر شاباً عند وفاته فقال له : قل : لا إله إلّا الله ، فاعتقل لسانُه مراراً ، فقال صلى الله عليه وآله لامرأةٍ عند رأسه : هل لهذا أمُّ؟ قالت : نعم ، أنا أمّه ، قال صلى الله عليه وآله : أفَساخطةٌ أنت عليه؟ قالت : نعم ، ما كلّمتُه منذ ستّ حُجج ، قال صلى الله عليه وآله لها : إرضي عنه ، قالت : رضي الله عنه يا رسول الله برضاك عنه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : قل : لا إله إلّا الله. فقالها ، فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله : ما ترى؟ فقال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الكافي (٢) : (١)٦٣ / ح ٢١.
٢ ـ الكافي (٢) : (١)٥٩ / ح (٥). والمراد مِن يَستسبّ له ، أي لا يفعل ما يصير سبباً لسبّ الناس له ، كأن يسبّهم أو يسبّ آباءهم ، وقد يسبّ الناسُ والد من يفعل فعلاً قبيحاً.
٣ ـ الاستيعاب (١) : ٢٦٧.
٤ ـ منازل الآخرة : ٢٣ والمعنى مستفاد من روايات عديدة.
٥ ـ الأمال للصدوق : ٤٧٣ / ح ٦٣٥.