حَمِيدٌ) (١).
وقد سأل بعض العلماء السيّد عبد الأعلى السبزواريّ عن رواية قائلاً : ما المقصود بهذه الرواية التي صحّ صدورها عن الإمام الصادق عليه السلام؟ فقال قدس سره : لا أشمّ من الرواية رائحة الإمام الصادق عليه السلام ، بل أشمّ منها رائحة الإمام الباقر عليه السلام ، فقال العالم : هذا الكتاب الذي بين يدَيّ ينقلها عن الإمام الصادق عليه السلام ، فقال قدس سره ائتوني بكتاب الوسائل. فاستخرج الرواية فإذا هي عن الإمام الباقر عليه السلام. والمشهور عنه قدس سره أنّه كان يصحّح الأسانيد بالمتون.
وأخبرني أحد الفضلاء (٢) قائلاً : لقد كنت في ضيق مادّي شديد ، وكنت بحاجة إلى كتاب ثمنه عشرة دنانير ، وقد بقيت أيّاماً في حيرتي هذه ، فدخلت أحد أزقّة النجف الأشرف ، فخرج المرجع الدينيّ السيّد عبد الأعلى السبزواريّ من مسجده ، فسلّمتُ عليه وقبّلتُ يديه ، فأخرج عشرة دنانير وقال : اذهب واشترِ الكتاب.
وقد خاطب الله نبيّه الأعظم صلى الله عليه وآله وأمره بالتواضع ، فقال عزّ شأنه : (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (٣).
والواقع أنّ الأمر صادر إلى الأمّة ، وإنّما خوطب به النبيّ صلى الله عليه وآله تشريفاً ، باعتباره الإمام الشرعيّ لها ، والتواضع في الأصل إجلال الله ومهابته وتعظيمه ، وقد ورد أنّ : التواضع أصل كلّ شرف نفيس ومرتبة رفيعة (٤) ، ففي المنقول عنه صلى الله عليه وآله قوله : ما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ تفسير القمّي ٢ : ١٦٢ ـ ١٦٣ ، والآية في سورة لقمان : ١٢.
٢ ـ وهو السيد عبد الستار الحسني.
٣ ـ الشعراء : ٢٥.
٤ ـ جامع السعادات ١ : ٣٦١ ، والكلمة للإمام الصادق عليه السلام.