يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا) (١).
ونحن لا نريد أن نقلّل من دور الرغيف وأهمّيته ، فقد ورد في الآثار لو لا الرغيف ما عُبِد الله ، وورد عن الإمام عليّ عليه السلام قوله : عَجِبتُ لِمَن لا يجدُ قُوتَ يومه كيف لا يخرج شاهراً سيفَه على الناس.
وقال النبيّ صلى الله عليه وآله : اَللّهمّ باركْ لنا في الخبز ، ولا تفرّق بيننا وبينه ، فولا الخبز ما صُمْنا ولا صَلَّينا ، ولا أدَّينا فرائضَ ربِّنا (٢).
وورد في الحديث أنّ الفقر هو الموت الأكبر (٣) ، والموت الأحمر (٤) ، وأنّه أشدّ من القتل (٥) ، وأشدّ من ابتلي به من المسلمين هم الموالون لأهل البيت عليهم السلام.
ويترتّب على البخل آثار سيّئة أخرى مقل : فتح باب الربا ، والسرقة ، والانحراف الخلقيّ وغيرها من المسالك التي تعصف بأمن المجتمع وسلامته.
قال تعالى : (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (٦).
وقال النبيّ صلى الله عليه وآله : البخل شخرة تَنبُت في النار ، فلا يَلِجُ النارَ إلّا بخيل (٧).
وقال أمير المؤمنين عليّ عليه السلام : عَجِبتُ للبخيل يستعجل الفقرَ الذي منه هَرَب ، ويفوته الغِنى الذي إيّاه طَلَب ، فيعيش في الدنيا عيشَ الفقراء ، ويُحاسَب في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ النور : ٣٩.
٢ ـ المحاسن : ٥٨٦ / ح ٨٣.
٣ ـ نهج البلاغة : الحكمة ١٦٣ ، المحاسن : ٦٠١ / ح ١٦.
٤ ـ الكافي ٢ : ٢٦٦ / ح ٢.
٥ ـ معارج اليقين في أصول الدين : ٢٩٩ ، بحار الأنوار ٦٩ : ٤٧ / ح ٥٨ ـ عن : جامع الأخبار للسبزواريّ : ٢٩٩ / ح ٨١٦.
٦ ـ آل عمران : ١٨٠.
٧ ـ جامع السعادات ٢ : ١١٠ ، وجاء مضمونه في : تاريخ بغداد ٤ : ٣٦٠.