القلب ، وينعش الروح ، ويقرب الإحساس ، ويقوي الروابط بين الناس ... وقد جاء عن الإمام الباقر عليهالسلام في تفسير هذه الفقرة قال : قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم ، فإن الله عزوجل يبغض السبّاب الطعّان على المؤمنين ، الفاحش المفحش ، السائل ؛ ويحبّ الحليم العفيف المتعفف(١). (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) التي هي وسيلة القرب إلى الله.
(وَآتُوا الزَّكاةَ) والزكاة هي المضمون الإنساني للتكافل الاجتماعي في حركة العطاء في الشخصية المتفاعلة مع الواقع الاجتماعي في الحاجات الإنسانية العامة.
وهذه هي المفردات التي تتضمن الأوامر الإلهية في حركة الإيجاب في السلوك الإنساني التي أراد الله لكم إطاعتها والالتزام بمضمونها. (ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ) عن الوفاء بالعهد والاستجابة للأمر الإلهي في ذلك كله.
وهناك مفردات تتصل بالجانب السلبي في الحياة ، بحيث لا يريد الله صدورها من الإنسان ، لأنها تفسد عليه حياته العامة والخاصة ، وتحطم له نظامه الاجتماعي الذي به يسعد ويتقدم. (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ) في الجانب السلبي من السلوك (لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ) ، لأن الله جعل للدماء حرمتها وللنفوس قداستها في الواقع الإنساني ، فلا حق لإنسان في إزهاق روح إنسان آخر وسفك دمه ، إلا بالحق الذي يمثل التشريع الإلهي في موارد الرخصة في ذلك. (وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ) لأن الله أراد للإنسان أن يكون آمنا في بيته ، حرّا في اختيار البقاء فيه ، فلا سلطة لأحد في إخراجه منه إلا بالحق في دائرة التشريع الإلهي. (ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ) على أنفسكم بذلك (وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) على ما أخذه الله من الميثاق على آبائكم وعليكم من خلالهم ، مما يفرض
__________________
(١) تفسير الميزان ، ج : ١ ، ص : ٢١٨.