الايتلاف وارتباط العواطف وحفظ الشرف وناموس العفة. وفهموهما ان أضر شيء في ذلك هو الإقدام على التهم في الأعراض. فإن الكلمة البادرة من ذلك تفعل ما لا تفعله السيوف وتجنى ما لا تجنيه الحروب فإنها تثلم في شرف القبيلة ثلما لا يتدارك ، وتسم عمومهم بالعار وسما لا ينمحى وتحطهم عن الكفاءة لاقرانهم ومن دونهم ، وتصد طالبي العفة عن الرغبة في نسائهم ، وتوقع بينهما العداوة وتنشب الشر والعداوة بينهم وبين القاذف وقبيلته وتلجؤهم إلى قتل البريء وتغرس البغضاء في العائلة وتقطع علائق عواطفهم وتجرعهم غصص النكد والكمد وتشتت الشمل المجتمع وتفرق بين الطفل وأمه ، والوالد وولده ، والحبيب وحبيبه. إلى غير ذلك من المضار الفظيعة ..
وانها لتنشأ عن كلمة يقدر عليها الكبير والصغير والرجل والمرأة والقوي والضعيف والشريف والوضيع. تتفلت من ألسنة ضعفاء النفوس بأيسر غيظ وأدنى سبب فيسرع انتشارها في الناس فلا يدركها كتمان ولا يمحو أثرها حيلة ولا تدبير ، فلا يرتق فتقها ولا يداوى جرحها وانها مما لا يصد عنه سلطة حاكم ولا يردع عن بوادرها قدرة متسلط ولا سيطرة مؤدب إلا النواميس الروحية المكتسبة من التعاليم الإلهية. فلا غرو إذا إذا أطنب القرآن الكريم في الزجر عن ذلك. وأخذ في الردع عنه بمجامع أسباب التهذيب والتأديب والتشديد في النكير والتغليظ في العقوبة والتلطف في الموعظة وان هذا لمن اعجاز القرآن الذي لا يخفى إلا على الغبي أو المتعصب. فنور فكرك وخذ حظك من التهذيب والكمال بالنظر إلى سورة النور «٤ ـ ٢٦» وانها مع ما فيها من جوامع الكلم وبواهر الحكم في حفظ النظام وتهذيب الأخلاق وفلسفة صون العائلة وإصلاحها لم تبلغ ألفاظها ربع ما جاء في التوراة الرائجة في صيدلة البرص والقوبا «انظر الى الثالث عشر والرابع عشر من اللاويين» واسأل الحكماء والأطباء عن ذلك ما لم يكن فيهم كاهن ، ولقد أوجزنا وأجملنا في كشف أسرار الآيات الشريفة ، وأخرنا شرح ما تصل إليه عقولنا بعون الله من فوائدها الى حين التعرض لما في القرآن من الأخلاق الاجتماعية.
ولا ألوم المتكلف والمتعرب فيما جاء به في هذا المقام فانهما قد اشربت