ثالث «تيموثاوس» الثانية ١٦ كل الكتاب موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر ١٧ ليكون إنسان الله كاملا متأهبا لكل عمل صالح.
«تنبيه» ان ما ذكرناه عن «بولس» في «رومية» و «غلاطية» إنما كان خطابا لليهود المؤمنين بالمسيح لينصرفوا عن العمل بالناموس ، هذا وقد فر المتكلف هاهنا كعادته الى سر الفداء «انظر يه ٤ ج ص ١٨٣ و ١٨٤» وكأنه لا يدري انه لا ينفعه الفرار إذ لا بد من ان يقال له ان احكام الناموس هل كانت باقية على «بولس» واتباعه أم ارتفعت ولو لأجل سر الفداء ولا بد أن يقول بالثاني وهو النسخ فإن ما عن «بولس» يصرح بأن المسيح نقض العداوة مبطلا بجسده ناموس الوصايا في فرائض «اف ٢ : ٥» لأنه ان تغير الكهنوت فبالضرورة يصير تغير للناموس «عب ٧ : ١٢».
٤٥ و ٤٦ و ٤٧ و ... الرسل وبولس وما ذبح للأوثان والمخنوق والدم
قد تقدم عن خامس عشر الأعمال عن الرسل انهم بعد ما رفعوا قيود التوراة وثقلها ونسخوها بمشورتهم أبقوا منها أربعة أشياء اوجبوا الامتناع عنها وهي ما ذبح للأوثان ، والدم والمخنوق والزنى «اع ١٥ : ٢٨ و ٢٩» وقد رفع ما عن «بولس» وجوب الامتناع عن ثلاثة منها بعموم قوله كل شيء طاهر للطاهرين ، وكل خليفة الله جيدة ولا يرفض شيء منها إذا اخذ مع الشكر وغير ذلك مما تقدم ولكنه اضطرب كلامه في خصوص ما ذبح للأوثان ، فتارة رجح الامتناع عنه من اجل ضمير الأخ الضعيف «١ كو ٨ : ١ ـ ١٣».
وتارة منع منه بقوله : «إنما يذبحونه للشيطان فلست اريد ان تكونوا أنتم شركاء الشياطين لا تقدرون ان تشتركوا في مائدة الرب ، ومائدة شياطين أم نغير الرب ألعلنا أقوى منه «كو ١٠ : ٢٠ ـ ٢٣» ثم قال بعد ذلك لما ذا يحكم في حريتي من ضمير آخر فإن كنت انا أتناول بشكر فلما ذا يفترى علي لأجل ما اشكر عليه «١ كو ١٠ : ٢٩ و ٣٠».