الحكمين بالآخر بل يدعي انه لم تكن إلا شريعة واحدة ، وهو كون الموظفين للخدمة من ابن خمس وعشرين سنة الى الخمسين ولكن يختص ابناء الثلاثين فما فوق بالخدمة الشاقة.
قلنا : لا يكاد يفهم ذلك من التوراة إلا بطريقة الرمز الجزافية التي يهرب إليها المتكلف. مع ان الدعوى المعهودة هي ان العهد القديم رمز للعهد الجديد. لا ان التوراة ترمز الى احكامها ، مع ان التوراة تجبهه بالرد لتصريحها في الأول بأن جميع اللاويين الذين عدهم موسى وهارون وكل الداخلين ليعملوا عمل الخدمة كانوا من ابن ثلاثين سنة الى خمسين عد ٤ : ٤٦ ـ ٤٩ : وان التزم المتكلف بتبديل احد الحكمين المذكورين بالآخر وفر الى قوله اختلاف العبارات لاختلاف الاعتبارات فانا لا نضايقه في التسمية بل نقول في النسخ ان المصالح قد تتغير وربنا يضع كل شيء في محله واختلاف العبارات لاختلاف الاعتبارات.
«ومن ورطات المتكلف» قوله ولما بنى الهيكل خف العمل وقبل في خدمة الرب من كان عمره نحو ٢٠ سنة فقط ، فينبغي ان يوقظ ويقال له ان توظيف ابن العشرين سنة قد جعلت شريعته في ايام «داد» انظر ١ اي ٢٣ : ٢٤ ـ ٢٨ وكان ذلك قبل بناء الهيكل بما يزيد على احدى عشرة سنة. فإن الهيكل شرع في بنائه «سليمان» في السنة الرابعة لملكه وكمل بناه في السنة الحادية عشرة «انظر ١ مل ٦ : ١ و ٣٧ و ٣٨». ولم يجيء في العهد القديم ذكر لشريعة توظيف ابن العشرين سنة بعد ما ذكرنا لا في ايام «سليمان» ولا ما بعده إلا في ايام «عزرا» بعد سبى بابل «عز ٣ : ٨».
فإن سألت وقلت ان للمتكلف طريقا في التخلص عن هذا المثال للنسخ وذلك بأن يقول : ان كل ما جاء في النسخة العبرانية في رابع العدد بتحديد عمر اللاوي الموظف بثلاثين سنة إلى خمسين قد جاء بدله في الترجمة السبعينية تحديده من الخمس وعشرين سنة إلى خمسين وان الترجمة السبعينية ذكر انها كانت في غاية الاعتبار كما اشرنا إليه صحيفة ٥ ونوه بها المتكلف «يه ٤ ج ص ٩٠ ـ ٩٢» فبناء عليها لا مخالفة بين رابع العدد وثامنه في هذا الحكم ، فلما ذا لم