يبغض الواحد ويحب الآخر أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر لا تقدرون أن تخدموا الله والمال ومثله في سادس عشر لوقا (١٣). وعلى هذا كيف إذا يقدر على خدمة الله ومعاناة المشاق في إرشاد خلقه وإصلاحهم من لا رادع له عن خدمة الهوى والشهوات التي هي في الحقيقة خدمة الشيطان. وفي سادس عشر لوقا (١٠) الأمين في القليل أمين أيضا في الكثير ، والظالم في القليل ظالم أيضا في الكثير.
وقد تكرر نقل هذا المضمون عن المسيح بلطيف البيان والتقريب في الخامس والعشرين من متى «١٤ ـ ٣٠». وتاسع عشر لوقا «١٢ ـ ٢٧» وفي ثامن يوحنا في شأن ابليس (٤٤) لأنه كذاب وأبو الكذاب. وفي ثامن عشر متى «١ ـ ٥» وثاني مرقس «٢٣ ـ ٢٦» وسادس لوقا «١ ـ ٤» ان المسيح لما اعترض عليه اليهود بأكل تلاميذه في يوم السبت من الزرع وأنه لا يجوز فعل مثله في السبت ، احتج عليهم بأكل داود من خبز التقدمة الذي لا يحل إلا للكهنة فلو لم يكن النبي معصوما ، وان داود بريء مما رمى به في شأن امرأة اوريا لما صح من المسيح الاحتجاج بفعله ولكان يحاذر أن يجيبه اليهود بأن داود أذنب وفعل الخطيئة في أكله من خبز التقدمة كما اخطأ في شأن امرأة اوريا وفعل ذلك القبيح الشنيع.