بقدس رسول الله خاتم المرسلين صلوات الله عليه بنسبة المعصية والذنب له لأجل أن يتشبثوا بوهم ذلك لنفي رسالته صلوات الله عليه ، وعدم صلاحيته لها ، مع أن ما نسبوه له لو تساهل معهم الامتناع في فرضه لم يبلغ مبلغ ما نسبته كتبهم لموسى وهارون وداود وسليمان وارميا والمسيح قدست أسرارهم.
دع اعتراف المتكلف وأمثاله فإني قد أوضحت الحجة على العصمة بفضل الله لأهل هذه الأدوار السعيدة الذين حرروا أذهانهم من عبودية العصبية والتقليد ، وجعلوا قول الحق ضالتهم التي يطلبونها هداهم الله إلى الحق وأخذ بأيديهم في مزال الأقدام.
وقد قال الله تعالى شأنه في سورة العنكبوت ٦٩ (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا).
وثالثا : ان أهل الكتاب قد اتفقوا على الاعتراف والتسليم بلزوم عصمة الأنبياء في التبليغ ، وحجتهم في ذلك ليست إلا نحو ما ذكرنا من دليل العقل في رعاية الغاية المطلوبة من الرسالة وما ذا تراهم يصنعون في ما ورد في كتبهم التي ينسبونها إلى الوحي والالهام من نسبة بعض الأنبياء إلى الكذب في تبليغ الوحي على وجه الصراحة التي لا يحوم حولها مقبول التأويل ، أتراهم يعدلون عن دليل العقل ويقولون بكذب النبي في التبليغ تعبدا بما في كتبهم أم يعترفون بأن ما ينادى بصراحته بكذب الأنبياء في التبليغ ليس من الوحي والالهام بل هو مدسوس فيه ، ولئن غفلوا عن ذلك أو تغافلوا أو حاولوا الاغفال فان رقيب الحق لا بد أن يحصيه عليهم.
فقد ذكر في الثالث عشر من الملوك الاول «١١ ـ ٣٠» ان الشيخ النبي الساكن في بيت ايل الموصوف «٢٠ ـ ٢٢» بأنه كان إليه كلام الرب للتبليغ قد كذب على شمعيا رجل الله بدعوى الوحي وتكليم ملاك الرب له حتى حمله بكذبه على الله وعليه ، وخداعه بدعوى الوحي على مخالفة أمر الله وأوقعه في هلكة النكال.
ومن الظرائف ان مترجم الترجمة العربية المطبوعة سنة ١٨١١ م حاول أن