قوله نحن معاشر العرب نكرم الضيف ولقد ألجأنا الى هذا التعمق بيان الخلط في الأمثلة وإعطاء بعض القارئين حقهم من اكتشاف الحقائق بالتحقيق ، وحيث اتضح لك الخلف في هذه المواعيد المنقولة عن حزقيال والمسيح وبولس كان ذلك من الكذب في التبليغ عن الله بحكم التوراة ، ففي الثامن عشر من التثنية (٢٠).
وأما النبي الذي يطغى فيتكلم باسمي كلاما لم أوصه أن يتكلم به ، أو الذي يتكلم باسم آلهة اخرى فيموت ذلك النبي «أي يقتل» (٢١).
وان قلت في قلبك كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب (٢٢) فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصر فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب بل يطغيان تكلم به النبي انتهى.
ولو خلع الناس العذار بالتأويل بمثل ما تكلفه المتكلف في مثل هذه المقامات لما عرف كذب خبر من الأخبار ولبطلت علامة التوراة على كذب مدعي النبوة على الله في التبليغ وكانت لغوا فانه يمكن للسان المتغلب على الجنان والوجدان أن يتلاعب في كل كلام بمثل هذه التأويلات.
وإذا وعيت ما ذكرنا فما ذا ترى أهل الكتاب يقولون أفتراهم يرجعون عما سلموه من دليل العقل على عصمة النبي في التبليغ ويقولون : ان النبي الساكن في بيت ايل. واليشع. وحزقيال. والمسيح. وبولس ومتى ومرقس. ولوقا. ويوحنا ، رسل حق ، ولا يضر في ذلك وقوع الكذب منهم في التبليغ ، أم يقولون : ان هذا الذي نسب في العهدين إلى هؤلاء مما يلزم منه الكذب في التبليغ عن الله مكذوب عليهم مدسوس في الكتب الإلهامية.