يقاس بشيء آخر يتصف حينئذٍ بهذا الوصف.
فلو نزل المطر الغزير في فصل مناسب فأحيا الزرع والنبات واخضرت بسببه المزارع والحدائق وأينعت الأثمار يكون خيراً حينئذٍ ، ولكن يكون شراً من جهة كونه موجباً لانهدام الأكواخ وجرف بعض المحاصيل في الصحارى والبراري.
وعلى هذا الأساس فإنّ الله تعالى حينما خلق العقرب لم يخلق شيئين ويفعل أمرين :
أحدهما خلق ذات العقرب ، والآخر خلق شرها ، بل فعل الله سبحانه شيئاً واحداً ، وهو أنّه تعالى منح هذا الموجود لباس الوجود ، وإنّما الإنسان هو الذي يصف العقرب بالشريّة والقبح عند ما يقيسه إلى شيء آخر. (١)
__________________
(١). منشور جاويد : ٢ / ٢٧١ ـ ٢٧٨.